بسبب حرب غزة.. اتساع حالة التململ والعزوف عن التجنيد في جيش الاحتلال ‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – رصد:
في أحدث فصول تصعيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية داخل جيش الاحتلال بسبب الحرب على ‏غزة, دعا مئات الجنود الإسرائيليين – في عريضتين جديدتين- رئيس الوزراء, بنيامين نتنياهو إلى وقف ‏الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين بالقطاع الفلسطيني، ويتزامن هذا مع إعلان عائلات الأسرى ‏الإسرائيليين -بالإضافة إلى وزراء وقادة سابقين بالجيش وأكاديميين ونشطاء وقادة أحزاب المعارضة- ‏دعمهم لجنود وضباط الجيش المطالبين بوقف الحرب.‏
ورأى الجنود الموقعون على العريضتين أن نتنياهو يحرض ضد سلطات فرض القانون، ويعرض أمن ‏مسؤوليها للخطر، ويحاول عرقلة التحقيقات في قضايا تتهمه ومقربين منه بالفساد، وفقاً لما نقله موقع ‌‏«والا» العبري.‏
وأضاف أن المئات من جنود الاحتياط في وحدة السايبر الهجومي ومنظومة العمليات الخاصة ينضمون ‏لدعوات وقف الحرب في غزة.‏
بدورها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: إن أكثر من 200 من الجنود والمحاربين القدامى ‏بسلاح البحرية قدموا عريضة جديدة اليوم, الثلاثاء تدعو لإعادة المخطوفين ولو مقابل وقف الحرب.‏
وفي وقت سابق اليوم، وقّع نحو 150 جندياً إسرائيلياً خدموا في لواء غولاني عريضة تطالب بإعادة ‏الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ولو كان الثمن وقف الحرب فوراً.‏
وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، انضم آلاف الإسرائيليين العسكريين في الاحتياط والمدنيين من قطاعات ‏مختلفة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى ‏وقف الحرب لإعادة الأسرى.‏
وفي ظل اتساع حركة الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب على غزة, سارع رئيس أركان الجيش ‏الإسرائيلي, إيال زامير إلى عقد جلسة لاحتواء أزمة رسائل الاحتجاج التي وقعها جنود الاحتياط، وذلك ‏بسبب حجم الضرر المحتمل والدلالات العميقة للتوسع المتزايد في ظاهرة الاحتجاج بين صفوف قدامى ‏الجنود. وفقاً لما أوردته القناة 12 العبرية, التي ذكرت, أن رئيس الأركان يعتزم منع جنود الاحتياط ‏الموجودين بالخدمة الفعلية من المشاركة في أي احتجاج للحيلولة دون استخدام رموز المؤسسة العسكرية ‏لأهداف سياسية.‏
كما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية, عن مصادر عسكرية قولها: إن تقديرات الجيش ‏الإسرائيلي تفيد بأن الخلافات باتت موجودة ويخشى من اتساع رقعة الاحتجاجات، مؤكدة أن الجيش ‏يحاول احتواء الاحتجاج بين الجنود وتقليل الأضرار.‏
وكان نتنياهو سعى لوصف هذا التحرك ورسائل الاحتجاج بأنه رفض للخدمة بالجيش، وتوعد ووزراء ‏بحكومته بفصل موقِّعي هذه العرائض من جنود الاحتياط، معتبرين أنها تقوي الأعداء زمن الحرب ‏ووصفوها بالتمرد والعصيان.‏
بموازاة ذلك, تواصلت التحذيرات على أعلى المستويات في الكيان الإسرائيلي من وجود نقص كبير في ‏عدد المقاتلين بالجيش، ما قد يحد من قدرات جيش الاحتلال في قطاع غزة الذي يخوض ضده حرباً منذ ‌‏18 شهراً.‏
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس, الاثنين، أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد, إيال ‏زامير أبلغ رئيس حكومة الاحتلال, بنيامين نتنياهو أن نقص الجنود المقاتلين قد يحد من قدرة الجيش ‏على تحقيق طموحات قيادته السياسية في غزة، وسط القتال المستمر مع المقاومة الفلسطينية في القطاع.‏
وقالت الصحيفة العبرية: إن زامير، الذي تولى مؤخراً قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، أبلغ نتنياهو ‏ومجلس وزرائه أن الإستراتيجيات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة، لا سيما في ‏غياب مسار دبلوماسي مكمل.‏
وكان تقرير إسرائيلي حديث قد كشف أن جيش الاحتلال يواجه أكبر أزمة تجنيد منذ عقود، إذ إن أكثر ‏من 100 ألف إسرائيلي توقفوا عن أداء الخدمة الاحتياطية، ويرفض بعضهم الانضمام للحرب على قطاع ‏غزة.‏
وذكرت مجلة 972 الإسرائيلية أن الأرقام المتداولة حول عدد جنود الاحتياط الذين يبدون استعدادهم ‏للخدمة العسكرية غير دقيقة، مشيرة إلى أن النسبة الحقيقية هي أقرب إلى 60% فقط، بينما تتحدث ‏تقارير أخرى عن نسبة تحوم حول 50%.‏
وصدّق زامير, يوم الخميس الماضي على قرار فصل قادة كبار ونحو ألف جندي احتياط من الخدمة، ‏وذلك بعد توقيعهم على رسالة تدعو لإنهاء حرب غزة.‏
وأكد أن توقيع هؤلاء الجنود على العريضة يُعتبر أمراً خطيراً، مشيراً إلى أنه لا يمكن للمجندين في ‏القواعد العسكرية التوقيع على رسائل ضد الحرب ثم العودة إلى الخدمة.‏

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار