الحرية – إلهام عثمان:
كشفت الدكتورة رزان طرابيشي، مديرة الرعاية الأولية في وزارة الصحة في سوريا، من خلال حوار خاص مع صحيفتنا “الحرية” أن الوزارة ستعلن العام القادم عن إدراج لقاح لفيروس “الروتا ” وذلك ضمن الجدول الوطني للتطعيم وسيكون بالمجان، ومن الجدير ذكره، أن هذا اللقاح لم يكن مدرجاً سابقاً، إلا أن الوزارة تعمل على إدراجه لاحقاً ليكون جزءاً من برنامج التلقيح الوطني في سوريا للوقاية من الأمراض المعوية الشائعة.
تأتي هذه الخطوة الاحترازية في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف بشأن انتشار الأمراض المنقولة، ما يجعل هذه الخطوة ذات أهمية قصوى.
طرابيشي: الترصد الوبائي لم يسجل أي زيادة غير طبيعية في عدد الإصابات بفيروس الروتا خلال هذه الفترة
بين الترصد الوبائي والإجراءات الوقائية..
وعن آلية عمل المؤسسات الصحية في مواجهة الأمراض المعوية، أوضحت طرابيشي أن هناك ترصداً دقيقاً لحالات الأمراض مثل الحمى التيفية، والإسهالات الناتجة عن بكتيريا الكوليرا والشيغلا، والإسهالات الفيروسية كالروتا، والتي تكون أسبابها مختلفة.
طرابيشي: سيتم إدخاله قريباً ضمن الجدول الروتيني.. والإعلان عن ذلك سيكون العام القادم
خطوات وإجراءات
وللتأكد حول ما تداولته صفحات الفضاء الأزرق عن أنباء ما يشاع عن انتشار فايروس الروتا في دمشق، أوضحت طرابيشي أن الترصد الوبائي لم يسجل أي زيادة غير طبيعية في عدد الإصابات بفيروس الروتا خلال هذه الفترة، مضيفة: إن الوزارة تؤكد على أهمية استمرار اليقظة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللأزمة، وأنه في حال حدوث زيادة في عدد الإصابات عن المعدل الطبيعي، يتم الإبلاغ الفوري لمديرية الصحة، حيث يتدخل فريق الاستجابة السريعة لتقصي الحالات وتحديد مصدر العدوى، لاتخاذ إجراءات المكافحة اللازمة بالتعاون مع الجهات الأخرى.
طرابيشي: من بروتوكولات العلاج التركيز على السوائل والصادات عند الضرورة
بروتوكولات العلاج..
أما فيما يتعلق ببروتوكولات العلاج، بينت طرابيشي أن الوزارة تعمل على إعداد خطط علاجية تركز على تعويض السوائل والشوارد للمصابين بالإسهال، خاصة الأطفال، أما في حالات الإصابة بالكوليرا أو الشيغلا أو الحمى التيفية، فيتم وصف المضادات الحيوية (الصادات) عند الضرورة فقط، محذرة من أن تناول المضادات الحيوية لا تُعطى لحالات الإسهال الفيروسي مثل الروتا، وذلك لعدم فعاليتها ولتجنب مقاومة الأدوية، كما الوزارة تحدث خططها باستمرار بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية.
وفيما يخص لقاح الروتا، الذي يُعد فعالًا في الوقاية من هذا الفيروس، أوضحت طرابيشي أن الوزارة تعمل على توفير الأدوية العلاجية والوقائية، ومحاليل الإماهة، واللقاحات بشكل مجاني، كما أكدت طرابيشي أن لقاح الروتا الذي لم يكن مدرجاً سابقاً ضمن الجدول الوطني للقاحات سيتم إدخاله قريباً ضمن الجدول الروتيني، وسيتم الإعلان عن ذلك العام القادم، ليكون جزءاً من برنامج التلقيح الوطني في سوريا، لافته إلى أنه سيعطى على شكل جرعتين فموياً للأطفال وقبل بلوغهم سن الستة أشهر.
أعراض الفايروس..
من جهته أكد الدكتور مضر نيازي أخصائي أمراض داخلية أن أعراض هذا الفايروس غالباً ما تظهر على شكل مجموعة من الأعراض المزعجة والتي تستدعي الانتباه، وتشمل: الإسهال الشديد، المغص المعوي المؤلم، القيء، ارتفاعاً في درجة الحرارة، والشعور العام بالتعب والإرهاق، أما عن فترة حضانة فيروس الروتا فتتراوح عادة بين يوم إلى ثلاثة أيام.
وبين نيازي أن الأسباب ترتبط بتناول أطعمة معينة قد تكون ملوثة أو غير مناسبة، مثل البوظة والبطيخ، أو الأطعمة التي لم تحضر بطرق صحية كالشاورما والبقدونس، بالإضافة إلى التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة أو شرب مياه غير معالجة.
نيازي: منع استخدام المضادات الحيوية.. والفلاجيل وأي أدوية تهدف إلى إيقاف الإسهال أو القيء.. لأنها قد تعيق عملية الشفاء الطبيعية
أما العلاج، ووفق نيازي، فيتمحور حول تخفيف الأعراض المزعجة، حيث أشار إلى ضرورة استخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول (السيتامول) للسيطرة على ارتفاع درجة الحرارة، كما أن تعويض السوائل المفقودة أمر حيوي، سواء عن طريق الفم أو عن طريق الوريد في الحالات الشديدة، لذا نصح نيازي بالامتناع عن تناول الطعام لمدة يومين، والاكتفاء بالشوربات وشرب كميات وفيرة من الماء المغلي، كما شدد على منع استخدام المضادات الحيوية، والفلاجيل، وأي أدوية تهدف إلى إيقاف الإسهال أو القيء، لأنها قد تعيق عملية الشفاء الطبيعية للجسم وتزيد من تفاقم الحالة.
خطوات للتعافي..
للتعافي من هذه العدوى الفيروسية، نصح نيازي باتباع حمية غذائية خاصة، والتي تركز على الأطعمة سهلة الهضم التي لا ترهق الجهاز الهضمي، والتي تشمل: الموز غير الناضج، الكعك الخالي من السمسم، اللبن مع الثوم، صدر الدجاج المطبوخ في المنزل، البطاطا المسلوقة، الأرز المسلوق، وشوربة العدس.. و شدد على منع تناول المشروبات الغازية مثل “سفن أب” بشكل قاطع، نظرًا لتأثيرها السلبي المحتمل على الجهاز الهضمي خلال فترة المرض.