الحرية- زهير المحمد- مايا حرفوش:
عقدت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وبالتعاون مع شركه “تيسير تشين” ندوة توعوية لتقنية “البلوكتشين” تحت عنوان “البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي من الوعي إلى التطبيق” وذلك في فندق البوابات السبع بدمشق.
د. الخشي: إدماج هذه التقنية خطوة استراتيجية نحو سوريا الجديدة لأنها تحقق اللامركزية والثقة الرقمية
وتعتبر تقنية “البلوك تشين” واحدة من أهم الأدوات الرقمية الحديثة لأنها تتيح اللامركزية والثقة الرقمية عبر سجلات غير قابلة للتعديل، وتلغي الحاجة لوسطاء وتنهي ثغرات التلاعب بالبيانات والأمان المطلق بفضل تشفير متقدم يحمي كل معاملة وكفاءة غير مسبوقة حيث تنفذ العقود الذكية في دقائق بدلاً من أيام.
ثقة رقمية
وخلال افتتاح الندوة، قال رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية الدكتور باسل الخشي: إن حرصنا على عقد هذه الندوة اليوم ينبع من إيماننا الراسخ بأن مستقبل سوريا الجديدة يبنى على أسس التحديث التقني والثقة الرقمية والشفافية المؤسسية، إن أهدافنا الوطنية في الجمعية تتقاطع مع جوهر تقنيه “البلوك تشين” أدركنا أنها ليست خياراً ثانوياً ولا رفاهية تكنولوجية بل أداة أساسية لإعادة بناء ثقة المواطن بالإدارة العامة، وتسريع الإجراءات وتأمين السجلات الحكومية ضد التلاعب.. لقد أثبت تطبيق التقنية في دول مثل أستونيا على تقليص زمن المعاملات بنسبه 95% وتحسين التتبع والشفافية، ما يجعل إدماج هذه التقنية خطوة إستراتيجية نحو سوريا الجديدة لأنها تحقق اللامركزية والثقة الرقمية عبر سجلات غير قابلة للتعديل وتلغي الحاجة لوسطاء، وتنهي ثغرات التلاعب بالبيانات كما تحقق الأمان المطلق بفضل تشفير متقدم يحمي كل معاملة، كما تحقق كفاءة غير مسبوقة حيث تنفذ العقود الذكية العمليات في دقائق بدلاً من أيام.
تسريع عجلة التحول الرقمي
ونوه الدكتور الخشي بأن الجمعية تهدف ومن ضمن التزاماتها على تأمين حلول ذكية تساهم في تسريع عجلة التحول الرقمي، وذلك عبر تأمين إلكتروني للسجلات الحكومية من عقارات ووثائق وسجلات مدنية، عبر قواعد بيانات لا مركزية مقاومة للتزوير وتبسيط الإجراءات باستخدام عقود ذكية تنهي الروتين اليدوي ومكافحة الفساد عبر سجلات شفافة قابلة للتدقيق، وبناء كوادر وطنية عبر مسارات تدريبية في مراكز الجمعية.
وأضاف رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية: نعلن اليوم عن تعاون استراتيجي مع شركة “تيسير تشين” الرائدة لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس من خلال توفير منصات جاهزة للوزارة لتتبع سلاسل التوريد وإدارة الهوية الرقمية وتوثيق العقود وتطوير عقود ذكيه مخصصة بلغات برمجية تتكامل مع الأنظمة الحالية، وتدريب الكوادر الفنية عبر مسارات تدريبية في مراكز الجمعية تشمل حلول التنفيذ وتصميم الشبكات الآمنة.
وأكد الدكتور الخشي أن هذه الندوة ليست مجرد فعالية توعوية بالانطلاقة لمشاريع عملية ستحدث تحولاً جذرياً في عده قطاعات حيوية منها القطاع الحكومي، عبر تأمين سجلات عقارية ومكافحة الفساد عبر الشفافية، وفي القطاع الصحي، يربط السجلات الطبية بشكل موحد وآمن، والقطاع المالي بتسريع العمليات المصرفية والتحويلات البنكية، مضيفاً: الثقة الرقمية هي أساس سوريا الجديدة وتقنية “البلوك تشين” هي إحدى أدوات بناء هذه الثقة، ونجتمع اليوم لنضع إمكانيات الجمعية وشركائها بين أيديكم ونتطلع ليكون شعارنا جميعاً “تقنية تبني الثقة في سبيل وطن يتجدد ويتطور”.
أداة استراتيجية
بدوره أكد مؤسس شركة “تيسير تيشن” تيسير سمكة أن للاستثمار دوراً وطنياً وتنموياً أساسياً لا يقل أهمية عن الدور الحكومي أو الأكاديمي، مضيفاً: لقد اخترت الاستثمار في تقنية “البلوك تشين” لا باعتبارها صيحة عابرة أو مشروعاً تجارياً ضيق الأفق، بل باعتبارها أداة إستراتيجية قادرة على إحداث نقلة حقيقية في بيئتنا الاقتصادية والإدارية والتنموية، والتقنية في جوهرها ليست منتجاً جاهزاً نستورد حلوله بل بنية تحتية رقمية سيادية علينا نحن أبناء هذه الأرض أن نطورها ونوجهها بما يخدم أهدافنا التنموية، إنها أداة تمكننا من بناء الثقة بين المواطن والدولة وإدارة المال العام والبيانات العامة بشفافية ومكافحة الهدر والفساد وتحقيق السيادة الرقمية الوطنية وجذب الاستثمار المحلي والخارجي في بيئة قانونية وتقنية موثوقة.
سمكة: أداة استراتيجية قادرة على إحداث نقلة حقيقية في بيئتنا الاقتصادية والإدارية والتنموية
وأضاف سمكة: ما زلت أؤمن أن “البلوك تشين” يمكن أن يصبح العمود الفقري لتحول رقمي سيادي يعيد هيكلة العمليات الحكومية والخدمية وفق أسس حديثة آمنة ذكية، واليوم تقع على عاتقنا كمستثمرين مسؤولية كبيرة أن نوجه استثماراتنا لخدمة الأهداف التنموية الوطنية وأن نقدم حلولاً عملية قابلة للتطبيق، وأن نكون جسوراً لنقل الخبرة والتقنية، وأن نتحمل دورنا في بناء القدرات البشرية الوطنية عبر التدريب ونقل المعرفة وتطوير الشركات، لم نكتف بالشعارات أو الرؤى النظرية بل أجرينا دراسات عملية ونماذج تجريبية وفتحنا حوارات بناء مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، ونعلن من هذا المنبر التزامنا الكامل بأن نضع خبراتنا وتقنياتنا واستثماراتنا في خدمة الدولة السورية للإسهام في صياغه مستقبلها الرقمي وفق أعلى المعايير العالمية وبسيادة وطنية كاملة، إن رؤيتنا واضحة ومبنية على شراكة صادقة بين المستثمر والدولة وتشمل بناء بنية تحتية رقمية متكاملة قائمة على “البلوكتشين” ودعم الحوكمة الرشيدة والشفافية وتمكين الاقتصاد الرقمي وفتح افاق الاستثمار وحماية البيانات والخصوصية في إطار سيادة وطنية مطلقة والأهم تحقيق أثر تنموي مباشر وملموس في حياة الناس.
مسؤلية مشتركة
وأكد سمكة أن التحول الرقمي ليس مشروعاً تجارياً صرفاً ولا مساراً حكوميا منفرداً، بل مسؤولية مشتركة ورحلة وطنية استراتيجية تبدأ بالوعي وتنتهي بالتطبيق وتنجح حين نضع مصلحة المواطن والوطن في قلب كل قرار، إن بناء سوريا الرقمية ليس حلماً بعيداً بل خيار حتمي نملكه إن وجهنا جهودنا واستثمرنا بذكاء وتعاونا بإخلاص.
فرصة للتطور
وفي تصريح خاص لـ”الحرية” أكد المهندس عبد الرحمن الهنيدي مطور التطبيقات بشركة “تيسير تشين” أن التقنية فرصة للتطور والتغيير لسوريا وبناء أنظمة رقمية لا مركزية شفافة وآمنة يمكنها إعادة تعريف الخدمات الحكومية والقطاع الخاص.
تقنية فعالة
وفي تصريح مماثل، أوضح مدير التحول الرقمي في اتحاد الغرف التجارة السورية خلدون الكردي أن تقنية “البلوك تشين” تقنية فعالة ويمكن استثمارها بشكل كبير وفعال في التحول الرقمي لاتحاد غرف التجارة، وأن تطبيق هذه التقنية يضع الدولة في مقدمة الريادة العالمية للتحول الرقمي.
وقالت الدكتورة تهاني فارس -ماجستير إدارة قطاعات طبية من أمريكا: إن التقنية تطور ممتاز جداً لسوريا الجديدة كونها تدخل بمجالات مختلفة في الحياة اليومية المالية والصحية والعدل والقطاعات الحكومية، مضيفة: الدول العالمية سبقتنا في هذه التجربة بنجاح لنقتدي بها في دولتنا التي هي على طريق التطور والنجاح ونتمنى سرعة الإنجاز والنجاح لها في بلدنا الحبيب سوريا.