الحرية ـ أنطوان بصمه جي :
شهدت منارة حلب مساء اليوم تجمعاً نسائياً كبيراً ضم قرابة 150 ناشطة وممثلة عن منظمات مدنية نسائية قادمات من مختلف مناطق محافظة حلب (مدينة وريفاً)، وذلك في إطار يوم عمل خصص لمناقشة سبل تعزيز الإشراك السياسي للنساء في سوريا وضمان وصولهن إلى مقاعد مجلس الشعب.
وركز اللقاء، الذي نظمته جهات مدنية نسائية، على آليات تشكيل الهيئة الناخبة والفرص المتاحة لتحقيق تمثيل أوسع للنساء في الحياة البرلمانية، وذلك في ظل المناقشات الجارية حول العملية السياسية في البلاد.
أوضحت الهام عاشور مديرة فريق سوريانا الأمل والمدافعة عن حقوق النساء في إعزاز خلال تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية” أن اللقاء يأتي في وقت هام مع اقتراب تشكيل الهيئات الناخبة وبالتالي تحضير فئة النساء من محافظة حلب مدينة وريفاً وإتاحة الفرصة للتعارف والحوار بهدف الدعم وتمثيل أوسع وأشمل للنساء ضمن مجلس الشعب والهيئات الناخبة.
وأضافت مديرة فريق سوريانا الأمل أن عمليات اختيار المشاركات شملت النساء من الريف والمدينة من فئات مختلفة ومتنوعة وفاعلات في محيطهن، وأن تواجدهن يمثل كل مكونات المجتمع السوري بهدف عرض التحديات وبناء التحالفات، وتوسيع الحوار بين النساء التفاعلات في الشأن العام، وبناء أرضية مشتركة لدفع مشاركة النساء نحو مواقع صنع القرار على المستوى الوطني.
المشاركة كوثر جعفر مدافعة عن حقوق الإنسان، وخاصة قضايا النساء المهتمات بالشأن السوري، وناشطة في المجتمع المدني، أوضحت أنها تمتلك خبرة تقارب عشر سنوات في الإدارة المحلية من خلال عملها في المجلس المحلي مدينة الباب بريف حلب، وتضيف أن مشاركتها تشكل نقطة مهمة، لأن اللقاء يعكس قناعاتها وهدفها وهي أن وصول النساء إلى مراكز صنع القرار ليس رفاهية، بل ضرورة، وان غياب النساء عن هذه المواقع تعني الإقصاء والتهميش لدورهن في المجتمع بشكل مقصود بينما مشاركة النساء تعطي صورة أكثر عدلاً وتوازناً لسوريا.
وتضيف المشاركة كوثر “علينا كنساء وسيدات فاعلات في المجتمع السوري أن نناصر ونتضامن بشكل جدي من أجل تحويل مشاركة النساء إلى فعل حقيقي وملموس، يفتح لهن أبواب السياسة وصياغة القرارات والمشاركة الفعالة بدلاً من أن يبقى وجودهن رمزياً أو شكلياً، وأن حضورها اللقاء بمثابة بداية لخطوات أوسع بالمستقبل لتعزيز دور النساء سياسياً ومجتمعياً”.
من جهتها، قالت المشاركة مروة البيك ناشطة في الشأن العام : إن ما يميز اللقاء هو تنوع الآراء، ما أثرى النقاش وأسفر عن توصيات عملية قابلة للتطبيق، مضيفة أن الهدف ليس فقط الوصول إلى البرلمان، بل التأكد من أن صوت المرأة السورية مسموع وفعال في مراكز صنع القرار.
في حين بينت المشاركة سدره سواس أن اللقاء عام كونه يجمع كل النساء من محافظة حلب بمختلف ثقافتهم ومكوناتهم بما يعزز التواصل والحوار، مبينة أن نسبة فئة النساء في مراكز صنع القرار ضعيفة وبالتالي يجب التفاعل أكثر وفتح التعرف على الآخر خصوصاً مع توضيح آلية الانتخاب غير المباشر وكيفية عملها.
في ختام اللقاء، تم عرض أبرز النقاشات والتوصيات التي خلصت إليها المشاركات، والتي من المتوقع أن تشكل خارطة طريق للعمل المشترك خلال الفترة المقبلة لتحقيق الأهداف المرجوة.
يذكر أن مثل هذه المبادرات تكتسب أهمية متزايدة في المشهد السوري الحالي، سعياً لتعزيز مشاركة المرأة في جميع المجالات وخاصة السياسية منها.
تصوير: صهيب عمراية