“بوابة دمشق” للإنتاج الإعلامي.. وجه حضاري لسوريا وجذب للكفاءات..د. تيشوري: تطوير هذا القطاع بالاعتماد على أهل الخبرة والمهنية والتخصصية للعمل في هذا الحقل الوطني المهم

مدة القراءة 7 دقيقة/دقائق

الحرية –غيداء حسن:
لأنه مرآة الواقع ويجب أن يعكس صورته بكل صدق وشفافية، تبرز ضرورة تطوير قطاع الإعلام كحاجة حتمية وملحة، تفرضها التطورات التي تحصل في العالم. وما كان بالأمس من توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الإعلام وشركة المها الدولية لإنشاء مدينة “بوابة دمشق الإعلامية” كأول مشروع متكامل لمدينة إنتاج إعلامي وسينمائي وسياحي في سوريا، يندرج ضمن هذا الإطار. وحسب أهل الخبرة هو دليل على حالة التعافي وخطوة إيجابية جداً.

وجه حضاري لسوريا

يؤكد الدكتور أحمد علي الشعراوي الأستاذ في كلية الإعلام- قسم الإعلام الإلكتروني،أهمية هذا الإنجاز لانعكاساته إيجابية جداً، وخاصة أن المدينة الإعلامية ستكون وجهاً حضارياً لسوريا، تؤمن الخدمات اللوجستية والبنية التحتية لوسائل الإعلام المحلية وكبريات وسائل الإعلام في العالم بشروط منافسة.

مركز تسليط أضواء

وأضاف د. الشعراوي: قرأت أن الكثير من وسائل الإعلام ستنقل مقرها الأساسي إلى مدينة الإنتاج هذه، وهذا يكفي فقط بشكل أساسي أن تكون هذه المدينة “بوابة دمشق” مركز تسليط أضواء عليها. فأولاً من الناحية الإعلامية ستكون بقعة ضوء مهمة جداً في كل المنطقة، وإذا قدمنا شروطاً منافسة سيكون ذلك عاملاً إيجابياً مهماً جداً.

آلاف فرص العمل

من حيث تأمين فرص العمل، يضيف د. الشعراوي: بالتأكيد نحن نتحدث عن 13 ألف فرصة عمل مهمة جداً، واليوم إعلاميونا أثبتوا وجودهم بشكل كبير جداً، ولدينا كوادر مدربة ومؤهلة، يمكن القول إن أجورها قليلة قياساً بالأجور في الدول الأخرى، وبالتالي هذا سيفتح باب العمل لهم بشكل جيد، ويقدم فرص عمل ليس للتأهيل والتدريب، وإنما أيضاً أن تكون هناك فرص عمل للكوادر المؤهلة والمدربة بشكل جيد جداً. بالإضافة إلى أنه سيحرك الوسط الإعلامي في سوريا بشكل كبير.

حالة تعافٍ

الأفضل وفق د. الشعراوي الاعتماد على صحفي أو إعلامي موجود في البلد أو حتى فني أو مهني بدل استقدامهم من الخارج نظراً لتكاليف الإقامة وغيرها.
وعدّ وجود مدينة إنتاج فني يستخدمها كلُّ الممثلين من العرب أو حتى من غير العرب نقطة مهمة ومضيئة. لأننا نؤمّن البنية التحتية اللوجستية للإنتاج الفني، إن كان مسلسلات أو أفلاماً، هذا يؤدي إلى حركة مهمة جداً، وبشكل عام الاتفاقية تعطي مؤشراً على حالة تعافٍ إيجابية جداً.

الاعتماد على أهل الخبرة والمهنية

يبين استشاري التدريب والتطوير الدكتور عبد الرحمن تيشوري أن توقيع اتفاقية بناء مدينة إعلامية أمر مهم جداً، وسبقتنا الكثير من دول العالم عليه، لكننا وصلنا أخيراً.
ففي سوريا كان الإعلام إعلاماً حكومياً خاضعاً للحزب ولبعض الجهات الأمنية غير المهنية، و اليوم يجب على من يعملون في الإعلام أن يحملوا مؤهلات عالية في الإدارة والإعلام والاقتصاد والسياسة والتربية. لذلك يجب إعادة النظر بهذا القطاع وتطويره بالاعتماد على أهل الخبرة والمهنية والتخصصية واستقطاب الكفاءات العالية للعمل في هذا الحقل الوطني المهم جداً، وما جرى من توقيع للاتفاقية يصب في هذا الاتجاه.

فسح المجال وفق اختبارات ومؤهلات محددة

د. تيشوري لم يسهب في الحديث عن تحديات ومشكلات الإعلام سابقاً، لأنها معروفة برأيه لدى الجميع. لكنه نوه باحتكار للنشاط الإعلامي والصحفي من قبل السلطة والحكومة السابقة والأجهزة الأمنية، إذ كان هناك نظام سلطوي سائد في الإعلام السوري، وبالتالي كل هذا ترك تأثيرات سلبية على الأداء الفني الإعلامي الصحفي، مضيفاً: ولم تكن فرص التعبير والنشر والظهور متاحة، وخاصة للخصوم والمعارضين والمفكرين وأصحاب الرأي.
واقترح على الجهات المعنية وأصحاب القرار فسح المجال لمن يرغب من السوريين العاملين في الدولة، وخاصة الإعلاميين الكبار سابقاً والذين لديهم الكفاءة، وفق اختبارات ومؤهلات محددة، للانتقال إلى السلك الإعلامي.

إذ يضيف: اليوم هناك أشخاص لا يعملون في الإعلام وأنا منهم، لكن نحن منذ عشرين عاماً نقدم آراء وتحليلات ونظهر على التلفزيونات والشاشات، وكنا نقدم آراء مهمة، لكن للأسف النظام البائد لم يكن يأخذ بهذه الآراء ويعطي الاهتمام لما كنا نقدمه.
لكن أتت الاتفاقية كحدث مهم جداً ينعكس إيجابياً على سوق العمل الإعلامي،على تطوير الإعلام السوري، وعلى مدن الإنتاج، وبالتالي سوف توفر فرص عمل في مجال الفن والإعلام والصحافة، وهذا أمر مهم جداً ، ينعكس إيجابياً في الإدارة والاقتصاد والتنمية، لأن الإعلام هو أهم أدوات مكافحة الفساد وأهم أدوات الإصلاح والتطوير ونشر الوعي، مهمته اليوم الإخبار والتوعية وله دور تنموي، ففي دول العالم فرع من فروع الإعلام يسمى الإعلام التنموي الفعّال، وهذا الفرع لم يكن في سوريا فعالاً خلال المرحلة الماضية.

ضرورة الانخراط

د.تيشوري يؤكد أنّ معظم الباحثين والاستشاريين في ميدان الإدارة والإعلام والإصلاح والتدريب يتفقون على أن التحولات والتطورات التي طرأت على وسائل الإعلام والاتصال في الآونة الأخيرة وبشكل خاص “المدونات ووسائل التواصل، التغريدات المواقع، التصفح الإلكتروني”. كل هذه التحولات تركت نتائج مهمة جداً على صعيد واقع الحياة الاجتماعية، وبالتالي لابدّ لسوريا من أن تنخرط أيضاً في هذا المجال. وعلينا أن نسير في هذا الاتجاه كما فعلت مصر والإمارات وغيرهما من الدول العربية أو دول العالم.
داعياً إلى أن يكون الإعلام السوري إعلاماً تنموياً، إصلاحياً، مبادراً وحاضراً، وليس موجهاً، ومن دون أي تدخل من السلطات العليا والسلطات السياسية. فلذلك إذاً عندما يصبح لدينا هذا الإعلام، يعني الإعلام التنموي الإصلاحي المبادر، فهذا ينعكس إيجابياً على خطوط التنمية والإصلاحات ويدعم نجاح هذه الخطط بشكل كبير، ويصبح لدينا إعلام شامل متكامل يخاطب الرأي العام، يقنعه بضرورة التغيير الاجتماعي والاقتصادي الذي تقتضيه عملية التنمية وعمليات الإصلاح ومكافحة الفساد الكبير الذي تركه النظام البائد، لأنه كان نظاماً فاسداً بامتياز.

متعدد الأبعاد

هذه الاتفاقية وهذه الخطوة ومدن الإنتاج الإعلامي والفني– حسب د. تيشوري- تنحو باتجاه إعلام متعدد الأبعاد. بحيث يشمل الإعلام بعداً اقتصادياً واجتماعياً وفنياً ومالياً وإدارياً، وبدأنا في سوريا نشاهد صحافة مالية وإدارية واقتصادية ولدينا بعض الدوريات والمواقع وهي جيدة. و أمِل أن تتطور كل هذه المواقع خلال الفترات القادمة.

فرق في الأداء

وختم بأن من مهام الإعلام توفير المعلومات للسكان، واختيارها بشكل دقيق وجذاب، وتعليم الناس المهارات والأساليب اللازمة التي تتطلبها عملية الإصلاح. فلذلك نحن عندما نتابع قناة إعلامية تلفزيونية، مثل الجزيرة والميادين أو “البي بي سي”، نلاحظ أنّ هناك فرقاً كبيراً في الأداء بين هذه القنوات وبين القنوات السورية. آملاً أن يتطور تلفزيون سوريا والإخبارية السورية، وأن يكون لدينا مثل هذه القنوات في المستقبل القريب.

Leave a Comment
آخر الأخبار
بقيمة تقديرية تبلغ 250 مليون دولار ..القطاع الخاص القطري يعلن عن أكبر الاستثمارات الغذائية بالسوق ال... ملف «الحرية».. انخفاض ملموس بمعدلات أسعار سلّة المستهلك..تباينات تحت مظلة الانخفاض.. ملف «الحرية».. تحسّن سعر الصرف ربطاً بمعادلة التثبيت وضبط الارتفاع والانخفاض.. كيف تتم قراءة مسار تع... ملف «الحرية».. مع اختلاف الرأي على النسبة... إزالة الحواجز و الترفيق خفَّضَ الأسعار... بين 10 و 15 %... ملف «الحرية».. خلل بنيوي مفتعل دفع فاتورته المستهلك السوري.. منصّة تمويل المستوردات وحكاية موجعة أره... ملف «الحرية».. التعرفة الجمركية هل تبدد الشكوك وترضي الأوساط الحكومية والتجارية وتخفف اضطراب الأسواق... "مرساة الساحل" طاقات شبابية تبني مستقبل اللاذقية الحضاري والبيئي مخالفات بيع لقاحات داء الكَلبْ تنتشر في صيدليات ومشافي دير الزور الخاصة.. وافتتاح مركزي البوكمال وال... بوابة إستراتيجية تُشرع بالتدرّج لإعادة دمج سوريا في الاقتصاد العالمي..مؤشّر لقراءة مناخات التعافي ال... موسم البطيخ في ذروة إنتاجه.. غلّة وفيرة وأسعار دون مستوى طموح المزارعين