الحرية- أيمن فلحوط:
ما الذي يجمع المحاماة والرياضة، وخاصة تلك الرياضات التي ينظر لها مجتمعياً على أنها حكر على الرجال، لكن الإصرار والعزيمة لتكون بطلة تحمل الأوزان تأكيداً على مقدرتها وقوتها، دفع المحامية سحر عزام، لتوزع وقتها بانتظام بين المحاماة والرياضة، لتصل إلى ميدان التفوق على مستوى محافظة دمشق، وتحصد المركز الأول في بطولتها للقوة البدنية، من خلال مشاركتها بوزن 52 كغ عبر الرفعات 100 كيلو للسكوات و110 ديدليفت و55 صدر وبعمر 49 عاماً.
في حديثها “للحرية ” لا ترى المحامية عزام أن ثمة فارقاً بين مهنة المحاماة والرياضة، لأن ما يجمعهما الشخصية القوية للفرد، التي تنبع من داخله، وكلا الجانبين يحتاجان للقوة والالتزام والصبر، وخاصة حين يمتلك الفرد الشغف الكبير في المجال الرياضي، وتحديداً في رياضة بناء الأجسام والقوة البدنية.
المرأة الرياضية
تضيف البطلة عزام، المرأة الرياضية هي رمز الأناقة الحقيقية، جمالها لا يقتصر على الشكل، بل ينعكس من روحها القوية وعزيمتها الصلبة.
جسدها المتناسق ليس فقط نتيجة تمارين، بل دليل على التزامها وحبها لنفسها، كل عرق يسقط منها يبني ثقة، وكل حركة تقوم بها تصنع فرقاً في روحها قبل جسدها.
هي تعرف أن القوة أنثوية، وأن الجمال لا يُقاس بالكمال بل بالإرادة والإصرار، فالمرأة التي تهتم بصحتها وتعتني بجسمها، تلفت الأنظار ليس فقط بمظهرها، بل بهيبتها وحضورها المختلف، وهي لا تسعى لأن تكون مثل غيرها، بل تسعى لتكون أفضل نسخة من نفسها، وهذا هو سرّ الجمال الحقيقي.
تنظيم الوقت
أما ما يتعلق بالتوافق بين عملي في المحاماة والرياضة، فأساس ذلك يقوم على تنظيم الوقت الذي أقوم به، وهو محسوب لكل نشاط على حدة، سواء كان للتدريبات الرياضية والبطولات، وأيضاً مهنة المحاماة، ومحبتي للجانبين تجعلني أكثر إصراراً على عملية التنظيم.
دعم الأسرة
وحول الدعم الذي تتلقاه من أسرتها أضافت المحامية والبطلة عزام، لأسرتي الدور الأكبر في النجاحات التي حققتها رياضياً على صعيد البطولات، وكذلك في عملي كمحامية، ويحرص زوجي وأولادي على تشجيعي باستمرار ومساندتي، فمثلاً خلال فترة البطولات غير مسؤولة في البيت عن أي شي سوى طعامي وشرابي وراحتي، ولذلك نجحت.
تستهلكنا مادياً
وعلى صعيد الفائدة التي قدمتها الرياضة لي، ساعدتني في بناء جسمي بشكل صحيح، وللرياضة بشكل عام فوائد جمة صحياً ونفسياً، وتمنحني السعادة والفرح لتجاوز منغصات الحياة التي نعيشها، بينما على الصعيد المادي لا تقدم لنا شيئاً، بل على العكس تستهلكنا مادياً، وعندي في هذا الجانب التزامات شهرية تفوق الثلاثة ملايين ليرة، بين ألبسة وتغذية صحية، كما نقوم أيضاً بتسديد رسوم مادية للمشاركة في البطولات.
أما طموحي الرياضي فيقوم على نشر هذه الثقافة والتوعية تجاه هذا النوع من الرياضات، فتمارين الصدر والمقاومة تسهم في تحسين صحة المرأة وجسدها، وخاصة مع التقدم في العمر بعد سن الأربعين، ولذلك اتبعت عدة دورات في التغذية والتحكيم والتدريب والقوة البدنية، وهناك نشاطات أخرى كمدربة تنمية بشرية، وناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، وهذه النشاطات تمنح الفرد طاقة إيجابية.