الحرية- حنان علي
تعدّ قصة “في بيتنا روبوت” للكاتب الإعلامي حسين الإبراهيم عملاً أدبيًا تربويًا وتعليميًا متكاملاً يناقش موضوع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة بأسلوب سردي مناسب للأطفال واليافعين. تمثل القصة نموذجًا مميزًا في كيفية توظيف الأدب في نشر الوعي العلمي والتكنولوجي بطريقة بسيطة وجذابة تدفع القارئ الصغير إلى التفكير النقدي والفضول العلمي.
من حيث الموضوع والمحتوى، تدور القصة حول تجربة مجموعة من الأطفال مع روبوت ذكي يحمل اسم “بينغ”، حيث يستخدمونه في التعلم والدراسة والتجارب العلمية. تسلط القصة الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي كمساعد في العملية التعليمية وليس كبديل كامل للمعلم أو الجهد البشري، مع التأكيد على ضرورة التوازن بين التكنولوجيا والتعليم وتقليل الاعتماد المفرط على الأنظمة الذكية. كما تعالج القصة المحاور الاجتماعية والعائلية المدرسية المرتبطة بتعامل الإنسان مع التطورات التقنية الحديثة.
أسلوب حيوي
من الناحية السردية، يتميز النص بأسلوب حي وشخصيات متعددة تمثل الواقع المدرسي والأسري، مع حوارات طبيعية تعكس مشاعر الفضول والتشكيك والإعجاب. اللغة العربية واضحة ومناسبة للفئات العمرية المستهدفة، ما يسهل الفهم والتفاعل مع الأحداث، كما تعزز توظيف الأحداث اليومية الواقعية مثل المدرسة والبيت والغابة من ارتباط القارئ بالقصة.
التقنيات التعليمية في القصة تحظى باهتمام واضح، حيث تقدم شرحاً مبسطاً لأساسيات الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، والتحقق من المعلومات. كما تشجع القصة على تنمية مهارات مهمة مثل حل المشكلات، الإبداع، والعمل الجماعي من خلال أنشطة تفاعلية تتضمن كتابة القصص وشرح المفاهيم العلمية.
قيم عائلية
القيم البيئية والاجتماعية التي تبرزها القصة تشمل احترام الطبيعة، التعاون الأسري والمدرسي، والاعتدال في استخدام التكنولوجيا، مع طرح التحديات والحلول المرتبطة بالتوازن والتنظيم في استخدام الأجهزة الذكية.
عمق فكري
من العمق الفكري، تعكس القصة وعيًا مرتفعًا بأبعاد التطور التقني وتأثيره على التعليم والإنسانية، داعية إلى البحث العلمي، الفهم الذاتي، والمسؤولية الأخلاقية في استخدام التكنولوجيا. كما تشجع على تطوير الذات بذكاء ووعي، مع الحفاظ على الأبعاد الإنسانية.
تعلم وحوار مجتمعي
فنياً، تتميز القصة بتناول متعدد للشخصيات (الأطفال، الأهل، الأساتذة) ومشاهد درامية وتعليمية متداخلة تضفي حيوية وديناميكية على النص، مع تدرج متوازن بين التعلم الذاتي، التجارب العملية، والحوار المجتمعي.
في الخلاصة، تنجح قصة “في بيتنا روبوت” في تقديم موضوع معقد كالذكاء الاصطناعي بطريقة ممتعة وتعليمية، داعمة لقيم التفكير النقدي والتعليم المتوازن، ومسلطة الضوء على تحديات العصر الرقمي في التعليم والحياة اليومية، ما يجعلها إضافة قيمة للمكتبة العربية في مجال أدب الأطفال العلمي والتربوي.