الحرية – وليد الزعبي:
تنتشر على الكثير من مجاري الأودية والمسيلات المائية في محافظة درعا، العديد من الجسور الأثرية التي تعود لحقب زمنية مختلفة، كان الهدف من إنشائها تأمين العبور ما بين ضفتي تلك المسيلات والأودية، ومعظمها لا يزال شامخاً صامداً محافظاً على حالته الأصلية، ومستثمراً إلى يومنا هذا، ما يؤشر حسبما ذكر الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا في تصريحه لـ”الحرية” إلى البراعة في تصاميمها المعمارية والإتقان في دراساتها الإنشائية.
وأوضح رئيس قسم الآثار أن هذه الجسور التي تعود للفترات الرومانية والعثمانية والفرنسية، يتشكل جسمها من قبوات مبنية من الحجر البازلتي المنحوت والمشذب بدقة وعناية، ويزيد عدد هذه القبوات أو ينقص حسب تصميم كل جسر، ومنها ما هو مسجل على لائحة التراث الوطني، ومنها ما هو مطروح للتسجيل، وذلك للحفاظ عليها من ضمن المعالم الأثرية المهمة.
ومن أبرز الأمثلة التي عرضها نصرالله، الجسر الروماني الأول في مدينة الصنمين الذي يؤمن العبور فوق مجرى وادي العرام، ويعد من الأوابد المهمة ولا يزال محافظاً على وضعه الأصلي، ويعود للعصر الروماني في نهاية القرن الثاني الميلادي ويبلغ طوله ٢٦م وعرضه ٤م بارتفاع ٢م، ويتألف من ٦ فتحات، ٣ منها مغطاة ببلاطات حجرية مستوية (ربذان)، فيما الأخرى متفاوتة في عرضها ومغطاة بقبوات حجرية منحوتة بعناية، وقد تم طرحه للتسجيل على لائحة التراث الوطني، كما أن هناك جسراً ثانياً في المدينة نفسها بطول ٣٠م وعرض ٥.٥م وارتفاع ٢.٥م ويتألف من ٧ فتحات، ٥ منها مغطاة بقبوات حجرية مشذبة، واثنتان منها مغطاة بربذ حجري، وهو يعود للفترة الرومانية وجدد بناؤه بالفترة العثمانية.
أما جسر الطيبة الروماني الواقع على مجرى وادي الزيدي شمال شرقي قرية الطيبة، وهو مسجل على لائحة التراث ويرجح أنه تم ترميمه خلال الفترة الأيوبية، فيبلغ طوله ١٤م وعرضه ٦.٥م وارتفاعه ١٠.٥م، وهو عبارة عن اثنتين من القبوات، إضافة إلى جسر العلان الذي يعود للفترة العثمانية والمنفذ فوق مسيل المياه القادمة من جهة الشرق وطوله ٣٦م بعرض ٦.٥م وارتفاع ٨.٥م، وهذا الارتفاع يتناقص تدريجياً باتجاه الأطراف، وتتوسطه قبوة وحيدة منفذة بشكل متناظر تقريباً بالنسبة لجسم الجسر، حيث يبلغ عرضها من الأسفل ١٢م وارتفاعها ٦م، وله تصوينة بارتفاع ٩٠سم لحماية المارة.
ويضاف لها جسر عتمان، المنفذ للعبور فوق وادي الذهب من الجهة الشمالية إلى الجنوبية وبالعكس، ويبلغ طوله ٣٠م بعرض ٦.٢٠م وارتفاع ٤.٢٠م، ويتكون هذا الجسر المبني من الحجر البازلتي المنحوت بعناية من ٣ قبوات متجاورة،
كذلك ثمة جسر آخر قريب منه يعود للفترة الفرنسية، أما جسر جمرين فنفذ للعبور فوق مجرى وادي الزيدي على الطريق الواصلة من بصرى إلى خربا وعلى بعد ٣كم عن بصرى، وهو مبني من الحجر البازلتي المنحوت والمشذب.
جسور كثيرة نضيفها، مثل جسر الهرير غربي مدينة طفس وإلى الشمال الشرقي من بلدة جلين، وجسر نزلة الكرك الذي يومن العبور فوق وادي الزيدي من مدينة درعا إلى حي درعا البلد وبالعكس، وآخر على طريق نوى الشيخ مسكين قرب تل حمد والخاص بسكة القطار، إضافة إلى عدة جسور منفذة خلال الفترة العثمانية لتخديم مسارات الخط الحديدي الحجازي، ومنها ما هو موجود في سرير وادي اليرموك ويضفي جمالية رائعة على مشهده العام.