تجهيز المباني بمظلات خارجية أو أسطح خضراء.. بدائل تخفف من أثر موجة الحرّ في ظل انقطاع التيار الكهربائي

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية– بشرى سمير:

بدائل كثيرة يمكن أن يتفتق عنها ذهن المواطن البسيط والفقير لمواجهة موجة الحر الخانقة التي تحاصرنا منذ عدة أيام في كثير من الأماكن وخاصة مع ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي إذ لا يقتصر الحفاظ على برودة الجو عند ارتفاع درجة الحرارة على راحة الإنسان فحسب، بل يمكن أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على صحته وإنتاجيته.
“الحاجة أم الاختراع” هي مقولة تنطبق على التحديات التي تفرضها موجات الحر الشديدة. في ظل ارتفاع درجات الحرارة، يلجأ الناس إلى ابتكار حلول جديدة لتبريد أنفسهم ومنازلهم، وغالباً ما تكون هذه الحلول أكثر استدامة وفعالية من الطرق التقليدية.

الستائر والمظلات الخارجية

تقول هند ربة منزل للتكيف مع درجات الحرارة العالية وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة نوعاً ما تقوم باستخدام مجموعة من البدائل مثل استخدام الستائر والمظلات الخارجية لتقليل دخول الحرارة إلى المنازل، وتبريد الغرف بالتهوية الطبيعية وفتح النوافذ في المساء شراء ألواح من الثلج ووضعها في طبق كبير، بالإضافة إلى استخدام المراوح لزيادة تأثير التبريد التبخيري. كما يمكن الاستفادة من الأطعمة والمشروبات التي تساعد على تبريد الجسم، مثل الخيار والبطيخ والزبادي والماء.
من جابنها نور قالت إنها تقوم برش الستائر بالماء من أجل تبريد الغرفة وإغلاق الستائر من أجل حجب أشعة الشمس المباشرة بما يقلل من امتصاص الحرارة في المنزل كما أنها تقوم بوضع ابنها الصغير في دست كبير فيه ماء من أجل تبريد جسمه إضافة الى فتح النوافذ في المساء والصباح الباكر للسماح للهواء البارد بالدخول.

أهمية التغذية

خبيرة التغذية نورهان أشارت إلى أهمية التغذية في تبريد الجسم من خلال تناول الأطعمة والمشروبات المبردة الخيار، البطيخ، الزبادي، البصل، السبانخ، أوراق النعناع، والرمان وشرب الكثير من الماء يساعد على ترطيب الجسم وتنظيم درجة الحرارة مشيرة إلى أن للطعام “تأثيرات حرارية” بسبب عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي يمكن القول إن الشهية تؤثر في درجة حرارة الجسم، تماماً كما تؤثر درجة حرارة الجسم في الشهية ويسهم تقليل السعرات الحرارية اليومية في خفض درجة الحرارة إذ يستخدم الجسم السعرات الحرارية لإنتاج الطاقة في عملية ترفع درجة حرارته. وأشارت إلى أنّ تقليل السعرات الحرارية اليومية بنسبة 23% يمكن أن يسهم في خفض درجة حرارته لنحو نصف درجة مئوية
وحذرت من إضافة الدهون إلى النظام الغذائي حيث تسهم في زيادة حرارة الجسم . على سبيل المثال، أدى تناول اللحم البقري المفروم مع البندورة المطهية إلى رفع درجة حرارة الجلد درجتين في المتوسط بعد نحو ساعة من تناول الوجبة.

الاستحمام بالماء البارد

مؤكدة إلى أن الاستحمام بالماء البارد يبرد الجسم ويخفف من الشعور بالحرارة كما أنّ غسل القدمين في الماء البارد يساعد على تبريد الجسم كله واستخدام منشفة مبللة بحيث توضع على الرقبة أو الجبين لتبريد الجسم و تجنب الأنشطة الشاقة خلال فترات الحر الشديد وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة تسمح بتبخر العرق بسهولة.

تجنب استخدام الأفران والمواقد

ودعت إلى تجنب استخدام الأجهزة التي تولد الحرارة مثل الأفران والمواقد في أوقات الذروة وأهمية استخدام المصابيح الموفرة للطاقة تقلل من توليد الحرارة.
إضافة إلى استخدام أغطية للنوافذ تمنع دخول الحرارة والتركيز على الأماكن الباردة في المنزل مثل الطابق الأرضي أو القبو

إجراءات الحكومة

المهندس المدني محمود أبو رشيد أشار إلى وجود عدة اجراءات يجب أن تقوم بها الحكومة من اجل التقليل من آثار موجة الحرارة على المدى البعيد، خاصة أنه يتطلب تحمّل درجات الحرارة المرتفعة مع الحدّ من الانبعاثات أكثر من مجرد تحسين جودة مكيفات الهواء أو تامين الكهرباء وهناك ياتي دور الحكومة في تجهيز المباني الحكومية والخاصة بمظلات خارجية أو أسطح خضراء أو طلاء دهانات عاكسة لأشعة الشمس بما يسهم في تقليل امتصاص الحرارة كما أن توسيع المساحات الخضراء والمناطق التي تحتوي على ممرات مائية ورياحية في المدن أن تساعد على ذلك أيضاً. وأضاف أن طلاء الأسطح بالدهانات العاكسة لأشعة الشمس يُمكن أن يُخفّض درجات الحرارة الداخلية بما يصل إلى 6 درجات مئوية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية يتسبب الطقس الحار في حوالي 12000 حالة وفاة سنوياً. وبحلول عام 2030، تتوقع المنظمة أنه قد يكون هناك 38 ألف حالة وفاة إضافية سنويا بسبب التعرض للحرارة لدى كبار السن.

Leave a Comment
آخر الأخبار