تحت وطأة نقص المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج.. مزارعو الغاب ينشدون طوق نجاة يجنبهم الخسارة

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – علي شاهر أحمد:

في ضوء انخفاض معدل الهاطل المطري و تأثيره على توفر مياه الري صيفاً والارتفاع الكبير بتكاليف الإنتاج الزراعي، ينشغل مزارعو الغاب في هذه الأيام   بإجراء مفاضلة بين المحاصيل الزراعية لاختيار زراعة المحاصيل المناسبة للظروف الحالية و التي تجنبهم الخسارة.

حيث بين المزارع ابراهيم محمد أن انخفاض معدل الهاطل المطري مقارنة بما كان في الفترة نفسها من السنوات الماضية، سيكون له تأثير سلبي على توفر مياه الري صيفاً، فالمخازين في السدود لم تصل حتى الآن إلى نصف كميات مخازين العام الماضي، ولا يمكن المخاطرة بزراعة محاصيل صيفية كالقطن والفستق إذا لم تتوفر مخازين مياه كافية لري هذه المحاصيل، لأن تعرض المحصول للعطش، قد يتسبب في فقدان نصف الإنتاج أو أكثر.
وأشار محمد إلى أنه لجأ قبل أسبوعين إلى تخفيض المساحة التي كان قد خصصها لزراعة المحاصيل الصيفية واستبدلها بمحاصيل شتوية ( قمح )، وأبقى على مساحة محدودة للمحاصيل الصيفية في المواقع التي تتوفر فيها مصادر ري مضمونة على مجاري الأنهار، لأنه لا يملك إمكانات مالية تمكنه من المجازفة بزراعة المحاصيل الصيفية المكلفة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها حالياً، ولاسيما أن تكلفة تجهيز الدونم للزراعة الصيفية بلغت مليوني ليرة ما بين إيجار أرض وحراثة.. إلخ.
من جهته، أكد رئيس الجمعية التعاونية الفلاحية في قرية المسحل محمد ابراهيم في تصريح لصحيفة الحرية، أن المزارعين يعيشون في هذه الفترة حالة تخبط بخصوص اختيار الزراعات المناسبة، فالمحاصيل الصيفية تكلفتها مرتفعة جداً والمتاح المائي المتوفر بالسدود حتى الآن غير كاف  للتوسع بالزراعات الصيفية، وبالمقابل لا يزال التوجه لزراعة المحاصيل الشتوية وعلى رأسها محصول القمح الإستراتيجي محفوفاً بالمخاطر، لأن تسعيرته لا تزال مجهولة حتى الآن وسعره العالمي أقل من 4000 ليرة سورية للكيلو، في حين أن تكلفته الفعلية بلغت 5500 ليرة.
يذكر أن مخزون المياه في سد الرستن لم يتجاوز 54 مليون متر مكعب حتى الآن، بينما كان مخزون السد في الفترة المقابلة من العام الماضي 114 مليون م3.

Leave a Comment
آخر الأخبار