الحرية- رشا عيسى:
تابعت اليوم الأربعاء ورشة العمل التحضيرية لوضع أسس إعداد الخطة الإستراتيجية لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي جلساتها لليوم الثاني على التوالي، حيث تصدر جدول أعمالها مجموعة عناوين انطلاقاً من القطاعين النباتي والحيواني لوضع خريطة طريقٍ لصياغة الاستراتيجية الزراعية.
وناقش المجتمعون التحديات المتعلقة بالإنتاجين النباتي والحيواني والموارد الطبيعية، وقطاع التغيرات المناخية والتنمية الريفية، وتنمية البادية والبذار.
مدير الإنتاج النباتي في الوزارة الدكتور أحمد حيدر تحدث عن تراجع التسويق الزراعي والاستثمار، مع ضرورة امتلاك الفلاح لعائدٍ اقتصاديٍ يمكنه من الاستمرار بزراعاته، مبيناً أهمية اعتماد روزنامة زراعية، وتجهيز مراكز الفرز والتسويق بالقرب من مراكز الإنتاج، وتعزيز البنية القانونية للاستثمار، وتحقيق التنمية المستدامة، وتطبيق النظم الزراعية الحديثة، وتقديم قروض صفرية، واعتماد قانون الزراعة التعاقدية كبديلٍ عن المزرعة، وتعزيز دور الجامعات وخاصة البحث التطبيقي، وتوجه القطاع الخاص للاستثمار في البحث العلمي الزراعي.
من جهته، مدير الصحة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة الدكتور عبد الحي محمد اليوسف، شرح جملة أهداف قريبة ومتوسطة المدى تنطلق من تحسين البنى التحتية، وتطبيق إحصاء دقيق لأعداد الثروة الحيوانية، وإجراء مسح للأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية، ورسم خرائط مرضيةٍ اعتماداً على المسح، فضلاً عن دعم المربين بشكل مدروس وممنهج، وتحديث التشريعات.
إلى ذلك بين مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي بوزارة الزراعة الدكتور سعيد إبراهيم أهمية الزراعة في الاقتصاد، كأحد أبرز القطاعات الأساسية فيه، حيث تشكل 37 من استخدامات الأراضي على مستوى سوريا، وتستهلك 88%من المقدرات المائية، و 47%من عدد سكان سوريا هم من سكان الريف، و44% من قوة العمل للعاملين لهم ارتباطات بقطاع الزراعة، لافتاً إلى أن إنتاج الخطة الزراعية يعتمد على الموازنة المائية، وميزان استعمالات الأراضي، بينما بلغت مساحة الأراضي الزراعية عام 2025، ما يقارب 6 ملايين هكتار من أصل 18.5 مليون هكتار، أي بنسبة 44% من إجمالي مساحة القطر، موضحاً أن سوريا تعرضت لمجموعة معقدة من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما أدى إلى تراجع كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية الزراعية بشكلٍ خاص.
وتحدث عن إعداد دليل استخدامات الأراضي حسب المقدرة الإنتاجية للتربة، كاشفاً عن استكمال العمل بخريطة تصنيف التربة.
وقال إبراهيم: بالرغم من القوانين والتشريعات الناظمة، لا تزال التعديات على الأراضي الزراعية والبناء عليها، ما أدى إلى تراجع المساحات الخضراء، وتعرض هذه الأراضي لأشكالٍ مختلفةٍ من التدهور.
نقيب الأطباء البيطريين في سوريا الدكتور حسين البلان أوضح أنه يتم العمل على تطوير قطاع الثروة الحيوانية، وضمان استدامته، وتحسين السلالات الموجودة ضمن قطاع الثروة الحيوانية والحفاظ عليها من أي تدهور.
يذكر أن الورشة أطلقتها أمس وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، للانطلاق نحو وضع أسس إعداد الخطة الإستراتيجية للوزارة، بهدف إيصال هذا القطاع إلى الضفة الأكثر أماناً، والتي تسمح لسوريا الجديدة بإعادة امتلاك مواردها الزراعية وترميمها ثم تطويرها وتحقيق التنمية المستدامة.