تحرك حكومي لدعم الإنتاج الزراعي ..قروض بدون فوائد للمزارعين

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

متابعة- يسرى المصري:

في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجهها سوريا، برز مقترح حكومي مهم ولافت لتقديم  قروض من دون فوائد للمزارعين، كأحد الحلول الحيوية لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي. وتؤكد هذه المبادرات على الدور المحوري للقطاع الزراعي في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وخاصة في مواجهة موجات الجفاف التي تهدد القطاع الزراعي والأمن الغذائي الوطني.

ويأتي الإطار العام لمبادرة القروض من دون فوائد في ظل إجراءات حكومية لإعادة إعمار سوريا والنهوض بالزراعة والصناعة والاستثمار .

وتشهد سوريا حراكاً حكومياً مكثّفاً لدعم القطاع الزراعي، حيث عقدت الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية اجتماعاً وزارياً مهماً ناقشت خلاله سبل دعم المزارعين استعداداً للموسم الشتوي. تم خلال هذا الاجتماع طرح مقترح تقديم قروض حسنة من دون فوائد للمزارعين، على أن تقوم وزارة الزراعة بإعداد دراسة تفصيلية لتحديد المستفيدين وآليات التوزيع قبل عرضها على الجهات المعنية للموافقة.

وقد أبدى وزير المالية استعداد وزارته لتخصيص التمويل اللازم فور استلام الدراسة، بينما أكد وزير الطاقة جهوزية الوزارة لتوفير مصادر الطاقة الممكنة لدعم القطاع الزراعي. هذا التنسيق بين الوزارات يعكس أهمية المبادرة وأولوية دعم القطاع الزراعي.

مبادرات مجتمعية

بدأت بعض المبادرات تظهر على الأرض بالفعل، حيث أعلن فرع المصرف الزراعي التعاوني في مدينة إزرع بمحافظة درعا عن منح قروض زراعية للفلاحين من دون فوائد لتغطية احتياجاتهم من البذار والأسمدة خلال الموسم الزراعي الحالي. وتمنح هذه القروض بضمانات شخصية أو عينية حسب مبلغ القرض، ما يسّهل وصول المزارعين الصغار إلى التمويل.

دور المصرف الزراعي التعاوني

من المتوقع أن يسهم المصرف الزراعي التعاوني، الذي يعد أقدم مصرف سوري والأول المتخصص في دعم القطاع الزراعي في المبادرة الحكومية، حيث يمتلك 106 فروع تغطي جميع المحافظات.  كما يحافظ المصرف على استمرارية عملياته، حيث وفر للمزارعين بذار القمح والأسمدة بنظام بيع آجل من دون فوائد، كما يواصل صرف القروض المعتمدة.

ويواصل المصرف أيضاً صرف مستحقات الفلاحين لقيم الحبوب، كما يعمل على خفض أسعار الأسمدة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

التكاليف التشغيلية

وحسب مصادر مطّلعة يواجه تنفيذ هذه المبادرات بعض التحديات، أبرزها:
تأمين الطاقة الكهربائية التي تزيد التكاليف التشغيلية للمشاريع الزراعية
وبطء إجراءات الاستعلام المركزي التي قد تؤخر صرف القروض
أضف إلى ذلك ضرورة توفير مستلزمات الإنتاج الأساسية من محروقات وأسمدة ومبيدات.
رغم هذه التحديات، تشكل القروض من دون فوائد فرصة حقيقية لتحقيق نقلة نوعية في القطاع الزراعي، وخاصة مع تحسن سعر صرف الليرة الذي يسهم في زيادة القيمة الحقيقية للقروض الممنوحة.

تحرك حكومي استراتيجي

يمثل مقترح القروض من دون فوائد للمزارعين نهجاً استراتيجياً وتحركاً حكومياً لافتاً لتعزيز الأمن الغذائي، وهي جهود ناجمة عن تنسيق حكومي متكامل ومتابعة دقيقة لضمان وصولها للمستفيدين الحقيقيين. ومن المتوقع أن يسهم هذا الإجراء في دعم المزارعين وتمويل مشاريعهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي، الذي يعد ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
الالتزام بتنفيذ هذه المبادرات بدقة ومتابعة تنفيذها أسبوعياً كما تم الاتفاق في الاجتماعات الوزارية على تمكين سوريا من تجاوز التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة، مما يعيد للقطاع الزراعي دوره كرافد أساسي للاقتصاد الوطني.

Leave a Comment
آخر الأخبار