الحرية – باسمة إسماعيل:
شهد قطاع الاتصالات في الساحل خلال سنوات ما قبل التحرير، تراجعاً كبيراً نتيجة ما لحق بالبنية التحتية من دمار واسع، ما أدى إلى خروج مراكز ومحطات واتصالات رئيسية عن الخدمة، وانقطاع الشبكات لفترات طويلة.
وبعد التحرير، بدأت ورشة عمل واسعة لإعادة بناء ما تهدم وتطوير القطاع بما يضمن خدمة أكثر استقراراً وجودة للمواطنين.
وفي تصريح لـ”الحرية”، كشف مسؤول الاتصالات في الساحل عبد القادر اليوسف واقع القطاع قبل التحرير، وما تحقق بعده من مشاريع نوعية لإعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية.

دمار واسع
وأوضح عبد القادر اليوسف أنه قبل التحرير كان هناك تدمير واسع للبنية التحتية ومراكز الاتصالات، مع خروج مجمعات ومراكز كاملة عن الخدمة منها (سلمى – ربيعة – كنسبا – مجمعة الغنيمية – مجمعة دير حنا وغيرها).
وأشار إلى سلسلة من التحديات التي عطلت الخدمات، قائلاً: انقطاع خدمات الاتصالات بسبب تخريب الكابلات الأرضية والضوئية، ونقص المعدات وصعوبة تأمين التجهيزات اللازمة للصيانة، إضافة إلى تراجع جودة وسرعة الإنترنت وقلة الكفاءات الفنية، وارتفاع التكاليف وضعف توفر الخدمة في العديد من المناطق.
إعادة بناء شاملة
وأكد اليوسف أن مرحلة ما بعد التحرير شهدت تحولاً جذرياً في مسار قطاع الاتصالات، مع اعتماد خطة عمل متكاملة لإعادة بناء ما دُمّر وتحسين مستوى الخدمات بشكل تدريجي ومتوازن، مبيناً أن فرع اتصالات اللاذقية عمل على إعادة بناء وتطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الخدمات بشكل متكامل، حيث تم التعاقد على مد الكبل البحري الدولي لتحسين ربط سوريا بالعالم، وإطلاق مشروع “برق نت” لاستبدال الكابلات النحاسية بكابلات ضوئية توفر سرعة واستقراراً أعلى للإنترنت.
وأضاف: كما تم تركيب حوالي 8400 بوابة جديدة في المراكز الأساسية، واستبدال الكابلات الهوائية بأخرى أرضية أكثر موثوقية، والتوسع في خدمة فايبر نت لتشمل أحياء ومناطق إضافية داخل المحافظة، ما عزز جودة الخدمات واستقرارها بشكل ملموس للمشتركين.
صيانة مستمرة وإعادة تأهيل
وأشار اليوسف إلى أن العمل لا يزال مستمراً لإعادة الحياة إلى جميع المراكز المتضررة، حيث قال: يعمل الفرع على إعداد الدراسات اللازمة وتوفير التجهيزات، لإعادة المراكز المدمرة إلى الخدمة.
ولفت إلى الجهود اليومية التي تبذلها ورشات الصيانة، حيث يقوم الفرع بإجراء صيانة دورية ودائمة للشبكات الهاتفية التالفة، وكذلك إجراء الصيانة اللازمة للكابلات التي تعرضت للسرقة، حيث تمت إعادة الخدمات الهاتفية إلى مناطق عديدة، منها المشروع الأول والثاني – المنطقة الصناعية القديمة – جزء كبير من الرمل الجنوبي وغيرها من المناطق.
وفي سياق تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، كشف اليوسف عن خطوة جديدة:
اذ قام الفرع بافتتاح مركز خدمة المواطن في مركز الكورنيش الجنوبي، الذي يقدم خدمات عديدة للمواطنين منها (بيان عائلي – غير موظف … إلخ).
استعادة دورها الحيوي
بين دمار ما قبل التحرير وإنجازات ما بعده، يسير قطاع الاتصالات في الساحل بخطوات ثابتة نحو استعادة دوره الحيوي، وتأمين خدمة أكثر موثوقية واستقراراً، فرغم التحديات الكبيرة التي فرضتها سنوات الحرب، تبدو الجهود المبذولة اليوم مؤشراً واضحاً على عودة الحياة إلى البنى التحتية وتوجه القطاع نحو التطوير والتحديث، بما ينعكس إيجاباً على المواطنين وواقع الخدمات في المحافظة.