الحرية – هناء غانم:
حذر خبراء اقتصاديون من استفحال الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، وانعكاساتها السلبية على الحركة الاقتصادية والتجارية إلى ما هو أبعد من المنطقة، لتشمل الأسواق العالمية، وفي مقدمتها ارتفاع أسعار الذهب و الطاقة وتعرقل حركة الصادرات والواردات والغازو الطيران المدني والتأمين وحركة الموانئ. وفق ما أكده لـ “الحرية “عضو غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق قائلا أن أي توتر في المنطقة بالتأكيد له تداعيات على سوريا ، حتى لو كان في أمريكا أو في أي مكان آخر موضحا أننا حددنا أمريكا بالذات لان إنعكاسها سيكون على موضوع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا ، كون قرار ازاله العقوبات لايزال معلق خاصه وأن هناك مهلة 180 يوم لمعرفة المنعكسات والأوضاع في سوريا لأن العقوبات حتى الآن لم يتم إزالتها بشكل كامل ، مؤكدا أن التوترات التي تجري الآن قد تتسبب في تأخر رفع العقوبات لأن هناك أولويات وقد تنعكس سلبا على سوريا .
الحلاق: الاستثمارات بحاجة إلى بيئة ومناخ غير متوفر حاليا والتوترات الحالية قد تتسبب في تأخر رفع العقوبات
وأضاف الحلاق أن الاستثمارات الوافده اليوم الى سوريا، بالتاكيد تحتاج إلى بيئه ومناخ وهذا في الوقت الحالي غير متوفر نوعا ما، والاستثماريحتاج إلى الأمن والأمان والذي لا يزال للأسف فيه إشكالية بحيثيات معينه ،علما أن موضوع الاستثمارات وإمكانية وجود وفورات وربحيات ، يمكن تجاهل موضوع الأمن والأمان لأن المستثمر ليس من الضروري أن يكون موجود في سوريا لأن الشركات سوف تدار من قبل أشخاص ومدراء وغيرهم ،لكن النقطة الأهم بحسب الحلاق هي استقرار سعر الصرف، وكيف يمكن أن يكون هناك سيوله وقطع و وفورات نقدية وغيرها .
وهذا الموضوع هو الأهم برأي الحلاق وهذا غير مرتبط بالحرب الايرانية الاسرائيلية، علما أن هذه الحرب لها تاثير في العديد من المفاصل مثلا اليوم لدينا الكثير من المعارض متوقفة نتيجة توقف حركة الطيران وعدم وجود أريحية لرجال الأعمال، مما يخفف من حركه المعارض كونها تقوم على عدة خصوصيات أولها المصنعين الداخليين إضافة الى العارضين الخارجين والأهم الزوار من الداخل ومن الخارج ،وهذه الحرب ستساهم بفقدان عنصرين أساسيين وهما العارضين والزوار الخارجيين بنحو 90% وحوالي 25% من الزوار الداخليين أي أن كافه الحلقات متصلة مع بعضها البعض وأي توتر سوف يؤثر في مفصل من هذه المفاصل… وأعرب الحلاق أن خطوط الائتمان التجاري سيكون لها انعكاس فأسعار الذهب الى الارتفاع وأسعار النفط كذلك والنقل والتأمين على البضائع الذي ارتفع اليوم و أسعار نقل الحاويات الأمر الذي يساهم في تخفيف حركة النقل التجاري و ينعكس سلبا على ارتفاع الأسعار .
كما رجح الحلاق أن يكون لإغلاق مضيق هرمز انعكاس ايضا على الاقتصاد السوري و هذا الانعكاس ليس كبير لكنه بالتأكيد سوف يحدث إرباك في حركه النقل البحري الأمر الذي ينعكس على حركه البضائع وسلاسل الامداد وغيرها مشيرا الى أن التأثير المباشر سيكون في سلاسل الإمداد، وبالنسبة إلى سوريا ومع توقف حركة الطيران في المنطقة قد لا تؤثر التوترات بين إسرائيل وإيران / سريعاً ايضا / لكن إذا ما طال أمد الحرب فإن حركة النقل ووصول البواخر بالصورة الحالية ، حتماً ستتأثر بارتفاع كلف التأمين على البواخر والسلع نتيجة التوترات، الأمر الذي سينعكس على أسعار البضائع لاحقاً داخل الأسواق المحلية وبالتالي فإننا سنكون أمام منعكسات واضحة في سوريا وباقي دول المنطقة، وسوف ينعكس الأمر على الصناعة الوطنية كون حركة شحن المواد الأولية الخاصة بالصناعة سوف تزيد أسعارها نتيجة ارتفاع كلف نقلها..والأهم أن الاقتصاد السوري لايزال يعاني من تحديات صعبة نتيجة سنوات الحرب وغيرها .