تداعيات غير تجارية لحرب الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن.. والصين تصعّد ‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – سامر اللمع:
مع تصاعد وتائر حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين, ألقت هذه الحرب بتداعياتها ‏على قطاعات غير تجارية, كالأمن والسياحة والتعليم وغيرها. ‏
ففي إطار توسيع نطاق رد بكين على الزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب, ‏ناشدت الحكومة الصينية مواطنيها التفكير بعناية قبل السفر إلى الولايات المتحدة. ‏
وقالت وزارة الثقافة والسياحة الصينية في إشعار تحذيري صدر ليلة أمس: في ضوء تدهور العلاقات ‏التجارية بين الصين والولايات المتحدة والمخاوف الأمنية في أميركا، تنصح الوزارة المواطنين الصينيين ‏بأن يقيّموا بعناية مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة وتوخي الحذر.‏
من جانبها, طالبت وزارة التعليم الصينية أيضا طلاب البلاد بأن يقيموا المخاطر الأمنية المتعلقة بالدراسة ‏في بعض الولايات الأميركية، مشيرة إلى مشروع قانون جديد تم إقراره في ولاية أوهايو.‏
وفي الوقت الذي وافق فيه الرئيس الأمريكي، على تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على 75 دولة لمدة ‌‏90 يوماً، وتخفيضها إلى الحد الأدنى البالغ 10%, قام ترامب برفع الرسوم الجمركية المفروضة على ‏البضائع الصينية الموردة إلى الولايات المتحدة إالى مستوى جديد يبلغ 125%, مبرراً هذا الرفع نظراً ‏إلى “عدم احترام الصين الأسواق العالمية”, وفق تعبيره.‏

رد بكين
خطوة الرئيس الأمريكي الجديدة بحق الصين, جاءت بعد أن ردت بكين مجدداً على الرسوم الجمركية ‏الجديدة التي فرضها ترامب، حيث أعلنت أنها ستفرض اعتباراً من اليوم, الخميس, ضريبة بنسبة 84% ‏على جميع الواردات من الولايات المتحدة، مما أثار اضطراباً في الأسواق وعمق حرباً تجارية بين أكبر ‏اقتصادين في العالم.‏
ولم تقتصر تداعيات حرب الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن على التجارة التقليدية فحسب, بل امتدت ‏إلى تجارة السلع عبر الإنترنت, إذ أعلنت رئيسة أكبر رابطة للتجارة الإلكترونية بالصين أن الشركات ‏الصينية التي تبيع منتجاتها على موقع أمازون تستعد لرفع أسعارها في الولايات المتحدة أو الخروج من ‏السوق الأميركية بسبب “الضربة غير المسبوقة” الناجمة عن رسوم ترامب.‏
وقالت وانج شين، رئيس جمعية التجارة الإلكترونية عبر الحدود في شنتشن، والتي تمثل أكثر من ثلاثة ‏آلاف بائع على “أمازون”، اليوم الخميس: هذه ليست مجرد قضية ضريبية، بل إن هيكل التكلفة بأكمله ‏أصبح غارقاً بالكامل.‏
مشيرة إلى أن بعض البائعين يتطلعون إلى زيادة الأسعار في الولايات المتحدة، بينما يسعى آخرون إلى ‏إيجاد أسواق جديدة. وأضافت: إن الرسوم ستؤثر بشدة على الشركات الصغيرة والمصنعين الصينيين، كما ‏ستؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة في البلاد.‏

ـ حرب على السوشال ميديا

ولم يقتصر مسرح الحرب التجارية بين بكين وواشنطن على الواقع، بل اندلعت حرب من نوع آخر, كان ‏مسرحها وسائل التواصل الاجتماعي.‏
فقد نشر مواطنون صينيون على مواقع التواصل العديد من الفيديوهات الساخرة على خلفية حرب الرسوم ‏هذه, كما تصدرت المنشورات التي تنتقد الولايات المتحدة قائمة الأكثر استخداماً.‏
كذلك تصدرت الوسوم التي تُشير إلى نقص في البيض في الولايات المتحدة، الأكثر مشاهدةً على ‌‏«ويبو». حيث ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية «‏CCTV‏», في منشور لها على الموقع المذكور, ‏أن واشنطن «تلوح بعصا التعريفات الجمركية بشكل علني، وتفرض رسوماً على منتجات الصلب ‏والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي… لكنها تبعث رسائل إلى الدول الأوروبية بصوت منخفض، تطلب فيها ‏البيض بشكل عاجل».‏

ـ رقابة صينية
بالتزامن مع ذلك, عمدت السلطات الصينية إلى حجب معظم الوسوم وعمليات البحث عن “الرسوم ‏الجمركية” أو «104» على منصة التواصل الاجتماعي «ويبو».‏
كما امتدت الرقابة أيضاً إلى«‏WeChat‏»، حيث حذفت المنصة مجموعة واسعة من منشورات الشركات ‏الصينية التي سلطت الضوء على التأثير السلبي لرسوم ترامب الجمركية.‏
ووُضعت على جميع المنشورات الخاضعة للرقابة علامة واحدة تشير إلى أن «المحتوى يُشتبه في أنه ‏ينتهك القوانين واللوائح والسياسات ذات الصلة».‏
في حين سمحت الرقابة الصينية على الإنترنت بانتشار تعليقات تسخر من الولايات المتحدة على وسائل ‏التواصل الصينية، وتُصوّرها كشريك تجاري غير مسؤول.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار