الحرية – سامر اللمع:
مع تصاعد وتائر حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين, ألقت هذه الحرب بتداعياتها على قطاعات غير تجارية, كالأمن والسياحة والتعليم وغيرها.
ففي إطار توسيع نطاق رد بكين على الزيادات الكبيرة في الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب, ناشدت الحكومة الصينية مواطنيها التفكير بعناية قبل السفر إلى الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الثقافة والسياحة الصينية في إشعار تحذيري صدر ليلة أمس: في ضوء تدهور العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة والمخاوف الأمنية في أميركا، تنصح الوزارة المواطنين الصينيين بأن يقيّموا بعناية مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة وتوخي الحذر.
من جانبها, طالبت وزارة التعليم الصينية أيضا طلاب البلاد بأن يقيموا المخاطر الأمنية المتعلقة بالدراسة في بعض الولايات الأميركية، مشيرة إلى مشروع قانون جديد تم إقراره في ولاية أوهايو.
وفي الوقت الذي وافق فيه الرئيس الأمريكي، على تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على 75 دولة لمدة 90 يوماً، وتخفيضها إلى الحد الأدنى البالغ 10%, قام ترامب برفع الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية الموردة إلى الولايات المتحدة إالى مستوى جديد يبلغ 125%, مبرراً هذا الرفع نظراً إلى “عدم احترام الصين الأسواق العالمية”, وفق تعبيره.
رد بكين
خطوة الرئيس الأمريكي الجديدة بحق الصين, جاءت بعد أن ردت بكين مجدداً على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، حيث أعلنت أنها ستفرض اعتباراً من اليوم, الخميس, ضريبة بنسبة 84% على جميع الواردات من الولايات المتحدة، مما أثار اضطراباً في الأسواق وعمق حرباً تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ولم تقتصر تداعيات حرب الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن على التجارة التقليدية فحسب, بل امتدت إلى تجارة السلع عبر الإنترنت, إذ أعلنت رئيسة أكبر رابطة للتجارة الإلكترونية بالصين أن الشركات الصينية التي تبيع منتجاتها على موقع أمازون تستعد لرفع أسعارها في الولايات المتحدة أو الخروج من السوق الأميركية بسبب “الضربة غير المسبوقة” الناجمة عن رسوم ترامب.
وقالت وانج شين، رئيس جمعية التجارة الإلكترونية عبر الحدود في شنتشن، والتي تمثل أكثر من ثلاثة آلاف بائع على “أمازون”، اليوم الخميس: هذه ليست مجرد قضية ضريبية، بل إن هيكل التكلفة بأكمله أصبح غارقاً بالكامل.
مشيرة إلى أن بعض البائعين يتطلعون إلى زيادة الأسعار في الولايات المتحدة، بينما يسعى آخرون إلى إيجاد أسواق جديدة. وأضافت: إن الرسوم ستؤثر بشدة على الشركات الصغيرة والمصنعين الصينيين، كما ستؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة في البلاد.
ـ حرب على السوشال ميديا
ولم يقتصر مسرح الحرب التجارية بين بكين وواشنطن على الواقع، بل اندلعت حرب من نوع آخر, كان مسرحها وسائل التواصل الاجتماعي.
فقد نشر مواطنون صينيون على مواقع التواصل العديد من الفيديوهات الساخرة على خلفية حرب الرسوم هذه, كما تصدرت المنشورات التي تنتقد الولايات المتحدة قائمة الأكثر استخداماً.
كذلك تصدرت الوسوم التي تُشير إلى نقص في البيض في الولايات المتحدة، الأكثر مشاهدةً على «ويبو». حيث ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية «CCTV», في منشور لها على الموقع المذكور, أن واشنطن «تلوح بعصا التعريفات الجمركية بشكل علني، وتفرض رسوماً على منتجات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي… لكنها تبعث رسائل إلى الدول الأوروبية بصوت منخفض، تطلب فيها البيض بشكل عاجل».
ـ رقابة صينية
بالتزامن مع ذلك, عمدت السلطات الصينية إلى حجب معظم الوسوم وعمليات البحث عن “الرسوم الجمركية” أو «104» على منصة التواصل الاجتماعي «ويبو».
كما امتدت الرقابة أيضاً إلى«WeChat»، حيث حذفت المنصة مجموعة واسعة من منشورات الشركات الصينية التي سلطت الضوء على التأثير السلبي لرسوم ترامب الجمركية.
ووُضعت على جميع المنشورات الخاضعة للرقابة علامة واحدة تشير إلى أن «المحتوى يُشتبه في أنه ينتهك القوانين واللوائح والسياسات ذات الصلة».
في حين سمحت الرقابة الصينية على الإنترنت بانتشار تعليقات تسخر من الولايات المتحدة على وسائل التواصل الصينية، وتُصوّرها كشريك تجاري غير مسؤول.