تدعم ريادة الشباب والمشاريع الابتكارية ..أولويات متقدمة لتوطين منصات حيوية للتنمية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرّية-هبا علي أحمد:

على اعتبار أن تطوير إمكانات وأدوات العامل البشري جزء أساس في عملية التنمية والنهوض ولاسيما في الشق الاقتصادي، فإن هذا التطوير يحتاج إلى بيئة مؤسسية متكاملة تكون حاضنة لجميع المشاريع والابتكارات بما يُمكن توظيفها كخبرات وكفاءات لاحقاً في المصانع والمعامل والشركات وغيرها..

النمو الاقتصادي لا يحدث إلا من خلال تراكم رؤوس الأموال لدى رواد أعمال ناجحين يملكون الأفكار الإبداعية الجديدة غير المسبوقة

في السياق، وفي ظل الظروف الراهنة تبرز حاضنات الأعمال كمنصات حيوية تتيح للمبادرين والمشاريع الناشئة فرصة النمو والتطور، باعتبارها بيئة ومساحة وأساليب دعم تؤثر على رواد الأعمال بشكل إيجابي، وتمنحهم جميع التسهيلات اللوجستية من خلال توفير الدعم الفني والمالي والإرشادي، وبالتالي تكون هذه الحاضنات محركاً للتغيير والتنمية الاقتصادية.
وانطلاقاً من دورها الرائد ومسؤوليتها الاجتماعية في دعم الابتكار وريادة الأعمال، أعلنت غرفة تجارة دمشق -وهي مؤسسة ذات نفع عام هدفها خدمة المصالح التجارية والدفاع عنها والعمل على تطويرها- مؤخراً عن إعادة إطلاق حاضنة الأعمال التجارية ضمن مركز ريادة الأعمال، في إطار أو سياق المسؤولية الاجتماعية للغرف أو غرفة دمشق كداعمة للأعمال وحاضنة للأعمال وممثلة لأصحاب المصالح التجارية، على أن تكون هناك خطط واضحة لإنجاح هذه الحاضنة التي فيها فائدة كبيرة لرواد الأعمال وفائدة للاقتصاد وللمجتمع السوري.

دور داعم

حول هذا الموضوع يُقدم الخبير الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي في تصريح لـ«الحرّية» شرحاً عن حاضنات الأعمال ودورها الداعم، ويرى أن حاضنات الأعمال وغيرها من الأدوات تأتي في إطار دعم ريادة الأعمال التي هي قضية مختلفة تماماً عن إدارة الأعمال، إذ تتعلق بشغف المبادر أو رائد الأعمال إلى إقامة مشروع خاص باتجاه ابتكاري إبداعي، وبنفس الوقت يمتلك صاحبه قدرات كبيرة في المجازفة والمخاطرة التي يهرب منها الشخص العادي، مشيراً إلى أن حاضنات الأعمال في السياق السوري هي سياق خجول حتى الآن، إذ لا يوجد الكثير من حاضنات الأعمال، وفي الوقت ذاته فإن رواد الأعمال الشباب ليس لديهم ما يكفي من آليات الدعم المطلوبة في قيام مشاريع.

المطلوب التوسع في دعم إقامة استراتيجية وطنية لريادة الأعمال وتدخل في إطارها الرؤية المستقبلية لريادة وبيئة الأعمال

ويُشبه الخبير الاقتصادي حاضنات الأعمال بـ«حاضنة الأطفال الرضع» بمعنى تقوم باحتضان الأفكار والمشاريع الناشئة الريادية ذات المحتوى إن كان التقني أو المحتوى التجاري الإبداعي غير التقليدي وتقديم جميع الخدمات المطلوبة من تدريب واستشارات ومعلومات وتشبيك مع الجهات المالية وتقديم خبرات العمل، بما يعمل على إيجاد قيم مضافة كبيرة جداً على الأعمال بصيغتها التقليدية لتصبح أعمالاً مميزة قادرة على الاختراق المحلي والخارجي وقادرة على أن تخلق فرص عمل في السوق السورية وهذا أمر مهم، وبالتالي فإن مخرجات حاضنات الأعمال والمشاريع الناجحة تؤثر بشكل كبير في الاقتصاد المحلي وتؤدي إلى دعم المسار التنموي السوري.
وهذا من أهم مزايا حاضنات الأعمال التجارية في غرفة دمشق، لأنها معقل التجارة، كما إنها تمتلك خبرات كبيرة جداً من الأعمال أو التجار الكبار الذين سيعطون رواد الأعمال حصيلة تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال.

استراتيجية وطنية

ولفت الدكتور خربوطلي إلى أن رواد الأعمال في أغلب دول العالم المتقدم هم الداعمون الرئيسيون للنمو الاقتصادي على المدى الطويل، ووفقاً لمُنظر ريادة الأعمال في العالم الاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر فإن النمو الاقتصادي لا يحدث إلا من خلال تراكم رؤوس الأموال لدى رواد أعمال ناجحين يملكون القدرة على المخاطرة والمجازفة والأفكار الإبداعية الجديدة غير المسبوقة على المستوى المحلي أو العالمي.
ورغم أهمية حاضنات الأعمال إلّا أن الأساس في عملية دعم الاقتصاد هي الظروف الاقتصادية، بمعنى أن تكون هناك بيئة إيجابية بيئة جيدة لقيام هذه المشروعات، إذ لا يكفي أن يكون هناك حاضنات أعمال ناجحة وأن تكون بيئة الأعمال غير ناجحة.
وأشار خربوطلي إلى أن هناك على مستوى الحكومة السورية في وزارة الاتصالات ما يسمى تحالف حاضنات الأعمال وهو أمر مهم على مستوى التفكير الجماعي لإقامة حاضنات الأعمال وتسهيل دورها في دعم رواد الأعمال.
.. والمطلوب التوسع أكثر في دعم إقامة استراتيجية وطنية لريادة الأعمال بشكل عام ويدخل في إطارها الرؤية المستقبلية لريادة الأعمال ولبيئة الأعمال ودعم هذه الخيار الاستراتيجي المهم جداً للشباب السوري.

Leave a Comment
آخر الأخبار