الحرية – وليد الزعبي:
لم تعد المؤونة خياراً متقدماً لدى الكثير من الأسر، باستثناء بعض المأكولات الأساسية، وذلك نتيجة عوامل عدة، منها ارتفاع الأسعار وعدم كفاية وصل الكهرباء للتبريد، والقابلية للتجفيف.
ويأتي في مثل هذه الفترة من السنة دور مؤونة الثوم، وهي مادة تعتبرها الأسر أساسية، ولابد من حيازة كميات جيدة منها، وذكر عدد من المواطنين لصحيفة (الحرية) أن أسعارها حالياً مقبولة، حيث يباع الكيلو الأخضر بسعر ما بين ٦ و٨ آلاف ليرة، بينما في الفترة المقابلة من العام الماضي كان السعر الضعف تقريباً، وعلى ما يبدو أن الجميع حريص على ألا يتأخر في شراء كميات منها ما دام السعر “محمولاً”، وذلك تلافياً لما حدث في السنة الماضية عندما تسارع ارتفاع السعر، حيث قفز من نحو ١٢ ألف ليرة إلى ٢٥ ألفاً ثم تخطى ٤٠ و٥٠ ألف ليرة، وغدا عصياً تأمين مؤونة الأسر منه إلا بالحدود الدنيا.
ولجهة الفول الأخضر، يلاحظ أنه منذ نحو عقد ونيف أُبعد من لائحة المؤونة، وذلك لعدم إمكانية تخزينه في الثلاجات المنزلية نتيجة قلة وصل التيار الكهربائي وفق برنامج التقنين المعمول به، حيث لا يُمكن من التجميد المطلوب للحفاظ على المادة لعدة أشهر حتى يبدأ استهلاكها، وقلة قليلة جداً ممن لديهم تغذية كهربائية بالطاقة الشمسية لمنازلهم يضعون مؤونة من الفول، حتى الفول اليابس، فلا عادة لشراء كميات كبيرة منه في موسمه، ويتم شراؤه أولاً بأول، حيث إن معظم الأسر تشتريه من المطاعم مطهواً جاهزاً بين الحين والآخر كلما رغبت بتناوله.
أما البازلاء، فلا تزال في دائرة اهتمام الأسر، لكن أيضاً مع تحييدها لعملية تخزينها خضراء بالتجميد للسبب المذكور آنفاً، والتوجه هو لتجفيف حبوبها وحفظها بطرق تجيدها ربات المنازل لحين احتياجها في غير موسمها. والملاحظ خلال التجول في الأسواق، أن أسعارها لا تزال مرتفعة جداً، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد ٢٠ ألف ليرة للنوعية الجيدة ممتلئة الحب والناضجة، فيما الأقل جودة نحو ١٥ ألفاً، ومثل هذه الأسعار ليست مشجعة بالتأكيد للأسر ضعيفة الدخل، حيث أوضح عدد من أرباب الأسر لصحيفة (الحرية) أنه سيتم الانتظار لعل الأسعار تنخفض، وهو أمر متوقع، لكن الأمل أن يكون الانخفاض بالقدر الذي يمكّن من الإقبال على شراء كميات مناسبة لغرض المؤونة، وطبعاً ليس بعد وقت متأخر كثيراً، لأن البازلاء المرغوبة للمؤونة ينبغي أن تتميز بوجود حلاوة في مذاق حباتها وخالية من الإصابة، والمعروف أنه كلما تأخر الوقت، أي أصبح موسم البازلاء في آخره، تخف الحلاوة وقد تظهر الإصابة (دودة كما تسمى)، حيث تصبح بهذه الحالة غير صالحة للمؤونة.
تجدر الإشارة إلى أن فلاحي درعا يجيدون العمليات الزراعية المطلوبة لمختلف تلك المحاصيل، من تسميد ومكافحة وريّات وغيرها، والثمرة إنتاج متميز كمّاً ونوعاً.
وأوضح مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي في تصريح لصحيفة الحرية، أن المساحة المخططة من الفول الحب تبلغ ٢٣٠ هكتاراً، بينما المساحة المنفذة وصلت إلى ٦٩٠ هكتاراً، والمساحة المخططة من البازلاء ١٦٥ هكتاراً والمنفذ ١٨٥هكتاراً، والمخطط من محصول الثوم مساحة ١١٥ هكتاراً والمنفذ ٤٥٠ هكتاراً.
تراجعت كثيراً.. خيارات مؤونة الأسر محكومة بالأسعار وقابليتها للتجفيف

Leave a Comment
Leave a Comment