الحرية – وليد الزعبي:
تراجعت مؤخراً وبشكل تدريجي أسعار الحليب في محافظة درعا، وهو ما انعكس على انخفاض أسعار مشتقاته من ألبان وأجبان وسمن وزبدة وغيرها.
إن المتتبع لواقع الاسواق يلاحظ أن سعر الحليب انخفض تدريجياً من ٧ آلاف ليرة للكيلو إلى ٦ ثم إلى ٥ آلاف، والآن يُعلن عنه بقيمة ٤ آلاف ليرة، وهو أمر لاقى ارتياح المستهلكين، لكون الحليب مادة أساسية لا غنى عنها، وخاصةً في وجبات الأطفال.
وبالطبع الانخفاض انعكس على اللبن الرائب الذي يباع حالياً بنحو ٧ آلاف ليرة للكيلو، منخفضاً من نحو ١١ ألفاً، حتى إن هناك عروضاً على بيع اللبن الرائب لدى بعض المتاجر بهدف تصريفه لتوافر كميات جيدة منه ضمن عبوات موحدة الوزن من إنتاج معامل متخصصة، كما أن اللبن الناشف لـ(الدعبلة) تراجع بشكل متلاحق من ٦٠ ألف ليرة للكيلو إلى ٥٠ ألفاً، والآن يباع بسعر بين ٣٥ و٤٠ ألفاً، والحال يقاس على جبن وسمن البقر أو الغنم، حيث إن نسبة الانخفاض مشابهة تقريباً.
وفي حين يبدي المستهلك من ذوي الدخل المحدود استحسانه لانخفاض سعر المواد الآنفة الذكر، وخاصة الحليب والألبان التي يهمه كثيراً تواجدها في وجبات أسرته، فإن للمربين حالاً آخر، حيث إن الأسعار لا تشكل أي ريعية مناسبة لهم بالقياس للتكاليف، وخاصةً في ظل قلة المراعي التي تجعل الاعتماد كلياً على الأعلاف التي يتم شراؤها بقيم لا تزال مرتفعة، لافتين إلى أنهم يسوقون الحليب إلى التجار الآن بقيمة ٣ آلاف ليرة فقط.
الخبير والمربي مروان البريدي، أوضح لصحيفة الحرية، أن تربية الأبقار في المحافظة يتم أغلبها في المنازل، وخاصةً في بلدات الريفين الغربي والشمالي، وتعتمد عليها الكثير من الأسر كمصدر لمعيشتها.
وذكر أن الأسعار الحالية للحليب بالقياس إلى تكاليف مستلزمات الإنتاج، وخاصة الأعلاف، تعد منخفضة ولا تحقق أي مردود للمربين، وقد تُعرّض بعضهم للخسارة، حيث يبيع المربي الكيلو بين ٢٨٠٠ و٣٠٠٠ ليرة للتجار حالياً، آملاً أن ينخفض سعر الأعلاف بما يواكب تراجع سعر صرف الدولار الملحوظ وبنسب ليست بقليلة مؤخراً.
ولفت البريدي إلى أن المربين يعوّلون على المردود الذي يتحقق من المواليد (العجول) التي يتم تسمينها وبيعها، حيث إنها تعوّض إلى حد ما ضعف المردود من الحليب.
ويرى مراقبون أن مشتقات الحليب المعروضة في الأسواق، تحتاج إلى رقابة من الجهات المعنية للتأكد من مكوناتها، حيث إن هناك من المعامل من يستخدم الحليب البودرة والنشاء في إنتاج الألبان، وقد يُعرض لبن مصفى خالي الدسم (مسحوب خيره كما يقال)، أي منتج منه زبدة وسمنة عربية، ويباع على أنه كامل الدسم أو مخلوط بين نوعين خالي وكامل الدسم، وهي حالات غش يجب الوقوف عندها وضبطها لحماية المستهلك.