الحرية- علي شاهر أحمد:
أحدث التراجع الكبير بإنتاجية المحاصيل الشتوية ولاسيما محصول القمح الإستراتيجي، تداعيات مؤثرة على دخل مزارعي منطقة الغاب، فمن غير المعهود بالمواسم الماضية أن ينخفض إنتاج دونم القمح إلى 100 كلغ بسبب قلة الأمطار والغاب منطقة الاستقرار الأولى من ناحية معدل الهاطل المطري، وهذا أوقع المزارعين في عجز عن سداد ديونهم وتوفير السيولة اللازمة للمعيشة اليومية.
ويروي المزارع حسن أحمد أنه مضى زهاء خمسين عاماً على مزاولته زراعة القمح لم يشهد خلالها هذا التراجع بمردودية إنتاجه في وحدة المساحة بسبب قلة الأمطار، إذ انخفض الإنتاج لدى بعض المزارعين إلى ما بين 30 إلى مئة كلغ بالدونم، وذلك بسبب قلة الأمطار، لافتاً إلى أن المشكلة التي يواجهها المزارعون لا تتوقف عند الخسارة وعدم توفر سيولة للمعيشة اليومية، بل في العجز عن سداد الديون المترتبة للجمعيات الفلاحية والمصرف الزراعي قيمة مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة.
بدوره المزارع فادي سلوم من مدينة السقيلبية قال: بلغ إنتاجي من 11 دونماً حبة بركة 223 كيلوغراماً، وبعد الغربلة وتخليصها من الشوائب بقي منها 105 كيلوات، حيث لا تساوي قيمتها أجور عمالها وحصادها لكونها حصدت بالأيدي العاملة وليس بالآلة، ما عدا بقية التكاليف من بذار وأسمدة وتعشيب فالخسارة كبيرة، وأضاف المزارع سلوم: إذا كان إنتاج 11 دونماً كزبرة 500 كيلو فالخسارة في محصولي حبة البركة والكزبرة تجاوزت 20 مليون ليرة بسبب قلة الأمطار في الفترة الحرجة من عمر النبات عند حاجتة للمياه.
وأكد رئيس جمعية حير المسيل التعاونية الفلاحية عيسى المحمد في تصريح لصحيفة الحرية أن المردودية الإنتاجية في وحدة المساحة لمحصول القمح بالحقول غير المروية تتراوح بين 30 – 200 كيلو بالدونم، وهذة المردودية منخفضة مقارنة بالمواسم الماضية، لكن المردودية بالحقول المروية جيدة وتجاوزت 300 كيلو بالدونم وتصل إلى 400 و 500 كيلو و السبب في هذا التراجع بالإنتاج يعود إلى قلة الأمطار وعدم توفر مياه الري الكافية لري المحاصيل، لافتاً إلى أنّ بقية المحاصيل الشتوية من حمص ويانسون وحبة البركة لم تكن أفضل حالاً من القمح إذ انخفضت مردوديتها إلى الحدود الدنيا للإنتاج.
يذكر أن المساحة المزروعة بالقمح في منطقة الغاب بلغت 52541 هكتاراً، حيث خرجت من الإنتاج الزراعي بشكل كامل مساحة 7782 هكتاراً من إجمالي المساحة المزروعة بسبب انحباس الأمطار.