الحرية – علام العبد:
تنتشر زراعة الكرز في منطقة أريحا وجبل الزاوية في ريف محافظة إدلب. وتعد المصدر الثاني لدخل المزارعين هناك بعد الزيتون. وهذه المنطقة من أبرز المناطق السورية في زراعة الكرز، نظراً لتوفر الظروف المناسبة، إلا أن هذه الزراعة تواجه تحديات كبيرة نتيجة الظروف التي مرت بها المنطقة والظروف المناخية، أدى ذلك إلى تراجع الإنتاج وتدهور حالة الأشجار .
وقدر مدير الزراعة في إدلب المهندس مصطفى موحد مساحة الأراضي المزروعة بالكرز في محافظة إدلب بـ ١٦٠ هكتاراً، وعدد الأشجار قد بلغ وبشكل تقريبي ٤٠ ألف شجرة، وأن متوسط الإنتاج المتوقع لهذا الموسم من ٥ – ٧ كغ لكل شجرة كرز.
وبيّن مدير زراعة إدلب في تصريح لصحيفة “الحرية”، أن هناك جملة من الصعوبات تواجه مزارعي الكرز، تتلخص في النزوح والظروف الأمنية التي أدت إلى إهمال زراعة الكرز وخروج بعض الحقول من دائرة الإنتاج. بالإضافة إلى الظروف المناخية القاسية. حيث تأثر الإنتاج بموجات الصقيع وقلة الأمطار، اللذين أدّيا إلى جفاف الأشجار وتراجع الإنتاج، وانتشار الآفات الزراعية، مثل حشرة حفار الساق التي تؤدي إلى موت عدد كبير من الأشجار، وارتفاع تكاليف الزراعة من الأسمدة والمبيدات والمحروقات.
وأشار إلى أن مزارعي الكرز في إدلب يعانون من صعوبة تصريف منتجاتهم بسبب ضعف الطلب المحلي وتوقف التصدير الخارجي.
مقترحاً توفير الدعم للمزارعين من أسمدة ومبيدات ومحروقات، ومكافحة الآفات الزراعية من خلال إطلاق حملات رش دورية، وتحسين التسويق والتصدير من خلال فتح قنوات تصديرية وتوفير وسائل نقل وتخزين منتسبة للحفاظ على جودة الإنتاج، وتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين من خلال التدريب على أفضل الممارسات الزراعية.
وفي إحدى المزارع هناك في جبل الزاوية التقت صحيفة “الحرية” الحاج محمود رحال، وهو بصدد قطف حبات الكرز فيقول:
“اجت الحزينة لتفرح ما لقت مطرح” في إشارة إلى أن أهالي إدلب بعدما انتهت الحرب التي كانت تحاصر محاصيلهم الزراعية جاءت اليوم الظروف الجوية، الأمر الذي ساهم في ضرب المواسم في جبل الزاوية، وهو عامل المناخ، إذ سببت الأحوال الجوية والعواصف في الأشهر الماضية تراجع المواسم نحو ٦٠ %، وخصوصاً الكرز والإجاص والتفاح والخوخ والمشمش. في المقابل، لا يتلقى المزارعون أي مساعدة من الجهات المعنية، من حيث تأمين الأسمدة والمبيدات، ولا تعوضهم الدولة خسائرهم الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو الحرب”.
ويشير رحال إلى أن تدني أسعار الإنتاج الزراعي وتحكّم التجار الكبار فيها، وعدم تعويض خسائر المزارعين، فضلاً عن كلفة الإنتاج المرتفعة، سببت كلها تراجع المساحات الزراعية في إدلب، وهجرة أصحاب الكروم والبساتين بحثاً عن موارد مالية أنجع وأفضل.
ولفت إلى أن الأراضي الزراعية في ريف إدلب، ولاسيما في الريف الجنوبي تنحو إلى التصحّر، حيث قلة الأمطار والعناية، ما أدى إلى يباس الزرع والشجر في بساتين كثيرة.
ويصنف أبناء جبل الزاوية في منطقة أريحا إنتاج الكرز بحسب نوعيته، ولكل نوع مذاق وعشاق، أهمها: النواري، السكري، الفرعوني، قلب الطير، قوس قزح. وعلى الرغم من عوامل الطبيعة والطقس، فقد ظلت حبات الكرز تتدلى من الأشجار بألوانها المختلفة.
ويؤكد طاهر إسماعيل، أن أشجار الكرز في جبل الزاوية، التي تأثرت هذا العام بعوامل المناخ، فلم تنتج إلا القليل، وهذا ما أصاب المزارعين بخيبة كبيرة من جراء تراجع الإنتاج.