الحرية – دينا عبد :
تبحث الكثير من الأسر عن وسائل لتعزيز النمو العاطفي والاجتماعي لأطفالهم، فقد لا يدرك البعض أن تربية حيوان أليف في المنزل قد يكون من أكثر العوامل تأثيراً في نمو شخصية الطفل وتطوره النفسي والجسدي.
تقوية مناعة
أخصائية الصحة النفسية د.غنى نجاتي بينت خلال حديثها لصحيفتنا “الحرية” أن وجود حيوان أليف في حياة الطفل سواء كان ( سمك، طيور ، هامستر ، خيول، قطط ، كلاب ، تساعده الطفل على صعيدين: النفسي السيكولوجي وعلى الصعيد الجسدي، فالدراسات النفسية و الإحصائية تشير إلى أن وجود الحيوانات الأليفة مع الطفل في المنزل ذاته( بشرط أن تكون حاصلة على لقاحاتها ولها رعاية خاصة ويشرف عليها طبيب بيطري) تساعده في تقوية المناعة الجسدية، وتحسن وتنشط الدورة الدموية لديهم لأنها تحفز الحركة وتساعدهم على قضاء وقت مع الحيوان الأليف بشكل بعيد عن الأجهزة الحديثة والسوشال ميديا.
خبيرة تربوية: تعزز الإحساس بالمسؤولية والرحمة
أما على الصعيد السيكولوجي والنفسي فإن تربية الحيوان الأليف تساعد الطفل في تنمية شخصيته وإدراكه ونموه النفسي.
لافتةً إلى أن امتلاك حيوان أليف لدى العديد من العائلات يكون غالباً لمصلحة أطفالها.
فللحيوانات الأليفة دور في تعزيز حب التعلم لدى الأطفال، ففي بعض البرامج التعليمية، يُشجع الأطفال على القراءة بصوت عالٍ للحيوانات، ما يساعدهم على تحسين مهاراتهم اللغوية والتغلب على الخجل، حيث يشعرون بأن الحيوان ينصت لهم، دون أن يصدر أي انتقاد.
إضافة إلى ذلك، فإن العناية بالحيوانات تعلّم الأطفال المسؤولية، فحتى أبسط المهام مثل إطعام الحيوان أو تنظيف مكانه تساعد الطفل على فهم أهمية العناية بالآخرين والالتزام بواجباته اليومية، ومن خلال هذه التجربة، يدرك الأطفال أن الحيوانات تحتاج إلى الحب والاهتمام، وذلك يعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية والرحمة.
العلاج النفسي
يعتبر استخدام الحيوانات الأليفة علاجاً لأمراض الاكتئاب، فوجودها يعطي شعوراً بالدعم العاطفي وقد أُثبت ذلك بالدراسات الأسرية خصوصاً لدى المسنين فقد تبين أن لديهم ارتفاعاً ملحوظاً بنوعية الحياة النفسية بعد اقتنائهم لحيوان أليف، وذلك لأن المسنين بعد تقاعدهم يحسون بنوع من العزلة والوحدة والغربة النفسية( والكلام لنجاتي).
مع أصحاب الهمم
وخلال حديثها لفتت د. نجاتي إلى أن مرضى التوحد ممن لديهم حيوان أليف في المنزل شعروا بتحسن كبير أثناء التواصل معهم.
مبينة أنها أجرت دراسة عن ( العلاج النفسي بالخيول) استعملت فيها الخيول لأنها تعتبر ( عمالقة لطيفة) حيث تم إجراء الدراسة مع أطفال متلازمة داون، ومرضى التوحد وأظهرت نتائج الدراسة تحسناً كبيراً في النطق لدى مرضى التوحد، فيما ظهر تحسن كبير في التآزر الحركي والبصري لدى متلازمة داون حيث زاد لديهم حس المسؤولية وشعور بالثقة بالنفس ونوع من أنواع التميز السيكولوجي.
ورداً على تساؤل اختيار الخيول في الدراسة، أجابت نجاتي: المجتمع قد لايقبل حيوانات أخرى كالكلاب والقطط لذلك كانت الخيول هي الخيار المناسب.
الرفق بالحيوان
ودعت نجاتي الأهل لتعليم الطفل عدم إيذاء الحيوانات مهما كان نوعها، مثلاً لا يجوز قطع ذيل كلب أو قص إذني قطة أو خنق دجاجة أو صوص.
فالرفق بالحيوان من القيم الإنسانية الراقية والنبيلة التي تدل على حضارة الأسرة، الرفق بالحيوان تعني التعاطف، التسامح، الإنسانية.