الحرية – مركزان الخليل:
منذ سنوات وإنتاجية قطاع الكهرباء في تراجع ملحوظ، وإلى مستويات متدنية ترك آثاره السلبية، ليس على الواقع الخدمي فحسب بل على كل القطاعات، لكن قطاع الإنتاج هو الأكثر تضرراً سواء، ما يتعلق بجانب الإنتاج الصناعي أم الزراعي وغيره، وهذا بدا واضحاً من خلال العائدية الاقتصادية التي سجلت تراجعاً كبيراً، وعدم استقرار في الأسواق المحلية، نتيجة النقص الكبير في المنتجات، وكل ذلك مرده لعدم توفير الخدمات ومستلزمات الإنتاج وفي مقدمتها الطاقة الكهربائية.
المبادرة القطرية بتزويد محطات التوليد السورية بالغاز عبر الأراضي الأردنية لزوم تشغيل محطات التوليد من شأنها إحداث تغييرات جذرية بإنتاجية هذه المحطات وانعكاسها بصورة إيجابية على الواقع الإنتاجي والخدمي في سوريا.
خبير الإنتاج الزراعي والحيواني عبد الرحمن قرنفلة قال خلال تصريحه “للحرية”: هذه الخطوة مهمة، تأتي ضمن إطار إنعاش قطاع الطاقة الكهربائية، والمردودية الإيجابية على القطاعات الأخرى، على اعتبار أن الكهرباء، إحدى حوامل الطاقة التي تؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي، وتوفر مستلزمات الإنتاج، حيث تستخدم الطاقة الكهربائية في الحقل بشكل مباشر لضخ المياه وتشغيل شبكات توزيع المياه، كما تستخدم في تشغيل أنظمة مساكن تربية الدجاج البياض والفروج، وكذلك في تشغيل أنظمة الحلابة الآلية في المباقر، وتسهم الطاقة الكهربائية بتشغيل مصانع الأسمدة ومصانع الأعلاف والألبان، وكافة الصناعات التي تنتج مدخلات الإنتاج الزراعي، أو تقوم بتحويل مخرجات الإنتاج الزراعي إلى صور تسويقية مختلفة، وكلما توفرت الطاقة الكهربائية بأسعار أرخص ساهمت بخفض تكاليف الإنتاج الزراعي.
قرنفلة: توفير الطاقة يعزز إنتاجية قطاع الزراعة
وأضاف قرنفلة: من المهم الإسراع في ترميم الشبكات الكهربائية التي تضررت خلال السنوات ال 14 الماضية، والتي تشكل الناقل الأساس للطاقة من محطات التوليد إلى حقول المزارعين ومصانع الأعلاف والأسمدة والألبان وغيرها..
ومن الجدير ذكره أن توفر الكهرباء يدعم عمليات تخزين فوائض الإنتاج التي تحتاج إلى التبريد ويساهم بزيادة وتيرة التصدير لفائض الإنتاج الزراعي السوري، ويسهم في زيادة المساحات المزروعة.
وبالتالي هنا الفائدة لا تقتصر على الجانب الزراعي فحسب بل الفائدة محسوبة على كافة القطاعات بما فيها التخفيف من أعباء التقنين على المواطنين، وهذا التحسن سوف يلمسه الجميع عندما تبدأ محطات التوليد بالإنتاج وتزويد الشبكة الكهربائية بالطاقة المنتجة، وسوف تتحسن وفق التوريدات المتصاعدة التي قدمتها قطر عبر الأراضي الأردنية إلى سوريا.