الحرية – رنا الحمدان:
تصنع ريما جبّور حكاية نجاح هادئة تشبهها، في زاوية منزل صغير يعجّ بالحياة والألوان، هي أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام وستة أعوام، تخرجت من معهد المراقبين الفنيين، ثم دخلت عالم العمل في المكاتب الهندسية لعامين قبل أن تكتشف شغفاً آخر.. شغف التفاصيل الجميلة.
بدأت الشرارة الأولى لمشروعها خلال زيارة قامت بها لشقيقتها في الكويت عام 2015، حين عادت محملة بمواد تزيين مميزة لموسم الشعانين، لم يكن الأمر مجرد شراء مواد، بل كان بداية مسار مختلف تماماً، ومع زواجها عام 2017، استمر هذا الشغف في النمو، مدعوماً بيد زوج يساندها ويؤمن بموهبتها.
استأجر الزوجان محلاً لبيع الشوكولا والقهوة والموالح وتقديم خدمات التزيين، لكن التجربة لم تستمر أكثر من ستة أشهر، ورغم ذلك، لم تنطفئ الفكرة، عادت ريما إلى منزلها، إلى الركن الذي تحوّل تدريجياً إلى مشغل صغير تنبض فيه الشموع والشرائط والعلب الملوّنة.
ولأن الجهد الصادق يجد طريقه دائماً، حصلت ريما على دعم من جمعية راهبات القلبين الأقدسين، بعد زيارة لبيتها اطلع فيها فريق الجمعية على ما تملكه من عدة بسيطة ولكن بروح كبيرة.
تقول ريما إن السوق اليوم بات أكثر انفتاحاً وتنوعاً من سنوات بدايتها، والخيارات واسعة والمواد متاحة، ما يجعل العمل أكثر حيوية رغم المنافسة، وتكشف أنها تعتمد على «شبكة تعاون» تضم مشاغل نسائية في التطريز والطباعة الليزرية وصبّ الشموع، في تعاون يغلب عليه الطابع النسائي، وكأنه خيط مشترك يجمع قصص العاملات من منازلهن.
ومع اقتراب موسم عيد الميلاد ورأس السنة، ترتفع الحركة وتزداد الطلبات، فتغدو ليالي ريما مزدحمة بالتحضير والتنسيق والتغليف، لكن الطريق ليس مفروشاً بالورود، فارتفاع فواتير الكهرباء يشكّل التحدّي الأكبر اليوم كما تشير ريما، في ظل ظروف اقتصادية جعلت الإقبال أقل مما كان عليه سابقاً.