الحرية – دينا عبد:
يتفاعل كبار السن مع الأخبار المنتشرة على فيسبوك، ويتأثرون أيضاً بمشاهدة مقاطع الفيديو التي قد تكون أحياناً تحوي الكثير من المعلومات، لذلك يجد معظم المتقاعدين ضالتهم في التكنولوجيا وقضاء الوقت في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي كي لا يشعروا بالملل والكآبة بعد إحالتهم إلى لتقاعد.
ملء فراغ
بعد تقاعده بدأ أبو مالك حياة جديدة من نوع خاص حيث بدا تعلقه واضحاً بمواقع التواصل الاجتماعي، واستطاع ملء فراغه وأصبح على اتصال دائم مع أصدقائه، وبالتالي شجعته التكنولوجيا على مشاركة كل ما هو متداول عبر هذه المواقع، ويقول: صممت صفحة خاصة بي وصار لدي أصدقاء نتبادل المعلومات ويرسلون لي كل ما هو مهم ومفيد من أخبار سياسية وحوادث ورياضة، مشيراً إلى أنّ جلَّ اهتمامنا هو الوضع الراهن حالياً.
شعور بالأهمية
أما أبو أحمد فقد أعلن انضمامه للعالم الافتراضي بعد تقاعده، هذا ما ساعده كثيراً على أن يظل متواجداً فيشعر بأهميته محاولاً الابتعاد عن شبح الوحدة والخروج من المنزل ويتابع، أتصفح المواقع الطبية واهتم بكل ماهو جديد في عالم الصحة.
اختصاصية تربوية: النساء ما فوق الـ60 عاماً الأكثر نشاطاً على “فيسبوك”
أبو أحمد حاله كحال الكثير من المتقاعدين فهو يرى في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة إعلامية سريعة لتبادل الأخبار ، وفرصة تمنح اللقاءات الافتراضية متجاوزين بعد المسافات.
وفي هذا السياق يقول “أكثر ما يسعدني الأوقات التي أقضيها بصحبة أشخاص يشتركون معي بالاهتمامات نفسها عبر مواقع التواصل ومناقشة كل ما هو جديد.
إحساس بالفراغ
الاستشارية التربوية صبا حميشة بيّنت لصحيفة (الحرية) أن تفاعل كبار السن بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي يأتي من إحساسهم بالفراغ وعفويتهم في التعاطي مع تلك المعلومات والنصائح والأخبار على اختلاف مستوياتها خاصة بعد تركهم أعمالهم وإحالتهم للتقاعد .
وتضيف: فئة المسنين بالذات بحاجة لأن تشعر بالاهتمام وبأنها لا تزال تستحق الحياة ولا تزال فعّالة، موضحة أن لجوءهم لمواقع التواصل الاجتماعي يكسر الروتين ويضفي على أوقاتهم شيئاً من التنويع والتجديد وبعضهم يلجأ لتثقيف نفسه عن مرض معين إذا كان يعاني مرضاً ما، إضافة لأنها تنشّط ذاكرتهم وتحسّن النشاط الذهني وتبعد عنهم الخرف نتيجة التصفح والمطالعة، فهم بتواصلهم مع أصدقائهم يخلقون لأنفسهم مساحةً خاصةً يتبادلون من خلالها مواضيع اجتماعية وثقافية وسياسية وطبية.
وبحسب حميشة فإنه في عصر التكنولوجيا، أصبح من الضروري أن يواكب كبار السن التطورات الرقمية لضمان راحتهم وسلامتهم، فهي تقدم لهم العديد من الفوائد التي يمكن أن تحسن جودة حياتهم، ابتداء من فرصة التواصل مع الأسرة والأصدقاء وانتهاء بالوصول إلى الخدمات الصحية ومعرفة آخر المستجدات في ظل وجودهم في المنزل .
وتابعت: السنوات الأخيرة شهدت تسارعاً في انخراط كبار السن في التكنولوجيا بخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أنّ الفئة العمرية الأكثر نشاطاً على موقع “فيسبوك” هي النساء ما فوق الـ60 عاماً الذين ينشرون كل ما يقومون به من التفنن بالطبخ وتصوير أعمالهم الفنية التي يقومون بها خاصة بعد تركهم أعمالهم الأساسية.