الحرية – علام العبد:
تشرع اليوم طواقم وآليات ومعدات وزارة الزراعة بالتعاون مع محافظة إدلب بعمليات تسوية الأرض وإزالة السواتر الترابية التي أقامها النظام البائد وسط الأراضي الزراعية في ريف المحافظة لمنع وصول الفلاحين إلى أراضيهم، واليوم تواصل وزارة الزراعة ومحافظة إدلب باشراف ومتابعة من مدير مشروع استصلاح الأراضي المهندس فريد الخلف ومدير زراعة إدلب المهندس مصطفى موحد، أعمال تسوية الأرض وإزالة هذه السواتر الترابية في ريف المحافظة، لكي يتمكن الفلاحين والمزارعين من استثمار أراضيهم بالشكل الأمثل وقد عززت وزارة الزراعة الآليات الموجودة بـ “تركس” جديد لرفع كفاءة التنفيذ، ضمن جهود تأهيل الأراضي وتمكين المزارعين بما يدعم الإنتاج المحلي واستقرار المجتمعات الريفية ويسهم في إعادة مساحات واسعة من الأراضي إلى الإنتاج الزراعي ويسهل إنشاء مشاريع جديدة ويطور البنية التحتية في المناطق المستهدفة.
وكان النظام البائد قد عزل آلاف دونمات من الأراضي الزراعية في ريف إدلب عندما أقام مئات الكيلومترات من السواتر الترابية وسط الأراضي الزراعية الخصبة المزروعة بأشجار الزيتون، والقمح والشعير وغيرها من المحاصيل الزراعية الهامة وفرض حينها إجراءات تعجيزية بحق أصحاب الأراضي، لمنعهم من الوصول إليها، عبر إعاقة إصدار تصاريح الدخول، وهو ما جعل أصحاب الأراضي على يقين بأنهم أمام نية مبيتة عند النظام البائد لوضع يده على كل أراضيهم المعزولة خلف السواتر الترابية.
واعتبر الباحث الزراعي المهندس ياسر صوفان من أهالي منطقة إدلب أن تجريف التربة الزراعية خطر كبير لأنه يؤدي إلى تدهور الأراضي الزراعية، وفقدان الإنتاجية، وتدهور النظم البيئية، وزيادة مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، بالإضافة إلى الإضرار بالتنوع الحيوي، ويعاقب القانون التجريف لأنه يمثل إزالة للطبقة السطحية الخصبة من الأرض لاستخدامها في أغراض أخرى مثل إقامة السواتر مما يهدد الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني.
وأشار في تصريح لصحيفتنا “الحرية” إلى أن مخاطر تجريف التربة الزراعية تكمن في
إزالة الطبقة السطحية الخصبة من الأرض ما يقلل من خصوبتها وإنتاجيتها.
وأضاف، أن تفاقم تجريف التربة وتدهورها يهدد توفير الغذاء الكافي للسكان ويؤثر سلباً على وظائف النظم البيئية ويؤدي إلى انخفاض التنوع البيولوجي، ويمكن أن يزيد من المخاطر الهيدروجيولوجية مثل الانهيارات الأرضية والفيضانات، مما يتسبب في خسائر اقتصادية وبشرية.
ولفت صوفان إلى الاستخدامات الخاطئة للتربة الزراعية حيث يتم التجريف غالباً لأغراض أخرى غير الزراعة، إذ تتم إزالة الطبقة السطحية من التربة الخصبة.
وشدد صوفان على ضرورة سن القوانين التي تحظر التجريف وتفرض عقوبات صارمة على المخالفين لضمان الردع والإصلاح، والحفاظ على المادة العضوية في التربة من خلال اتباع أساليب الزراعة التي تحافظ على المادة العضوية في التربة لزيادة خصوبتها واستدامتها.
وطالب بتوعية المزارعين والمجتمع بخطورة التجريف وأثره السلبي على البيئة والاقتصاد كونه أمراً مهماً لمواجهة الظاهرة.
من جانبه عدّ المهندس الزراعي عبد الغني الصطوف أن اضرار السواتر الترابية تأتي من العواصف الترابية التي تجرف هذه الأتربة إلى الحقول فتسبب أضراراً على المحاصيل الزراعية، فتجرد التربة من المغذيات، وتؤثر على جودة الغذاء، وتلوث مصادر المياه، وتزيد من انتشار الأمراض، وتؤثر سلباً على الثروة الحيوانية، كما تزيد من تكاليف الصيانة للمعدات الزراعية.