تفاؤل ترامب يصطدم بتشدد أوروبا في الملف الأوكراني

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية ـ راتب شاهين:
دخلت المسألة الأوكرانية مرحلة جديدة، تختلط فيها تمنيات وأحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسلام وبمنطقة اقتصادية مع نتائج الميدان، وبمواقف أوروبية متشددة تجاه أي تقدم في مسار مفاوضات السلام الروسية – الأوكرانية.

ترامب متفائل

التفاؤل المبالغ فيه الذي يبديه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقابله تشدد ورفع للسقوف من قبل شريكه الأوروبي ضد روسيا، في مشهد لا يمكن وصفه بتبادل للأدوار بين شريكي الأطلسي. فشخصية ترامب تميل إلى التفكير الأحادي بمعزل عن رأي الشريك الأوروبي، وبمعزل عن الهواجس الأوروبية يسير الرئيس الأمريكي قابضاً على الملف الأوكراني، إذ قال: إن تقدماً كبيراً يتحقق في جهود تسوية النزاع الأوكراني. فيما أوروبا تقف على النقيض، بتصعيد الموقف إلى درجة حساسة قد تعرقل طموح ترامب بالتوقيع على صك السلام.

دول أوروبية مستاءة

الدول الأوروبية المستاءة من الحليف الأمريكي، وعلى غير عادتها، تتخذ اتجاهاً معاكساً للرئاسة الأمريكية، فقد تجاوزت الخطوط الحمراء في التضييق على روسيا، بتحويل أصول روسية مجمّدة إلى كييف. وبهذه الخطوة التصعيدية يتعقد المشهد أكثر باتجاه أي خطوة نحو مفاوضات مستدامة للسلام، خاصة مع توعد موسكو بالرد. فرئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر كيريل ديميترييف صرّح بأن «البيروقراطيين الأوروبيين المذعورين» سيواجهون عواقب أفعالهم غير القانونية المتعلقة بسرقة الأصول الروسية.
هذا التشرذم في الجبهة الأوكرانية قابله تأكيد روسي على ضرورة أن تعكس مفاوضات السلام الروسية – الأوكرانية نتائج الميدان، الذي حققت فيه موسكو مكاسب جيدة.
مسار مفاوضات السلام الروسي – الأوكراني محكوم بتمنيات ترامب صاحب المفاجآت، لكن ما يمكن أن تفعله الدول الأوروبية لتعطيل أو حتى تخريب المسار كبير جداً، لأن نظرتها للأزمة الأوكرانية تختلف جذرياً عن النظرة الأمريكية. ورغم كل ذلك الحديث الإيجابي الأمريكي، يبقى الحديث عن «مناقشة» التسوية المحتملة للأزمة الأوكرانية هو الطاغي أحياناً، وقد يكون هذا هو السقف المأمول في هذه المرحلة.

Leave a Comment
آخر الأخبار