ملف «الحرية».. تصدير الفائض أفضل من كساده.. سعر زيت الزيتون محلياً يهدد منتجيه بالخسائر

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- هناء غانم:
عندما نتحدث عن الثروات الزراعية الاقتصادية التي تمتلها سوريا، يتصدر زيت الزيتون القائمة لما تتميز به الأصناف من إنتاجية ممتازة ومواصفات وجودة عالية، اليوم وبعد تحرير سوريا وعودة كافة الأراضي والتي جزء كبير منها غني بإنتاج الزيتون.. نجد أن هناك كساداً بمادة  زيت الزيتون، علماً أنها تحقق عائداً اقتصادياً جيداً للمزارعين، وقد تكون أسباب ذلك انخفاض سعر الصرف أو ضعف القوة الشرائية وضعف السيولة وقلة الطلب وغيرها.

أصل الزيتون
صحيفة “الحرية” تواصلت مع خبير التنمية الزراعية عبد الرحمن قرنفلة حيث أوضح أن سوريا هي الموقع الأكثر احتمالا لأصل شجرة زيت الزيتون، علما أن أشجار الزيتون البرية في سوريا وفلسطين قد وجدت منذ ما يقارب 6000 آلاف عام، وقام الفينيقيون بنشر ثقافة زيت الزيتون في منطقة المتوسط وإفريقيا وشمال أوربا، واستمرت ثقافة الزيتون بالانتشار في عهد الرومان واليونانيين وفقاً لتوسع الأمبراطورية الرومانية.

قرنفلة: سوريا رائدة في إنتاج زيت الزيتون على المستوى العالمي

وعليه فإن سوريا هي رائدة في إنتاج زيت الزيتون على المستوى العالمي، وهي تحتل المرتبة الرابعة في إنتاج زيته عالمياً، ويقدر عدد أشجار الزيتون في سورية ب ١١٠ ملايين شجرة، تنتج وسطياً ١٠٥ آلاف طن زيت، وبلغت كمية صادرت القطر عام ٢٠٢٣ من زيت الزيتون ٢٤٠٠٠ طن بقيمة ٥٨ مليون دولار أمريكي، ويتم تصدير زيت الزيتون السوري إلى عدة دول بالعالم، مثل تركيا وإيطاليا وإسبانيا ودول الخليج العربي واليمن ومصر، وتقدر حاجة السوق المحلي من زيت الزيتون بحوالى ١٠٠ ألف طن وفق بعض الدراسات.
قرنفلة أشار الى أنه لا تتوفر بيانات مؤكدة حول دخول زيت زيتون منافس للسوق وإن كان حجم السوق يمكن أن يستوعب دخول كميات محدودة من دون تأثير على أسعار الإنتاج المحلي نظراً لتراجع حجم الطلب بسبب ارتفاع التكاليف.
وأوضح أنه بطبيعة الحال هناك  فترات ارتفاع أسعار أي سلعة غذائية بشكل يفوق قدرة شريحة واسعة من المستهلكين عن شرائها، يسعى بعض ضعاف النفوس لغش المادة وطرحها بالأسواق، وهذا ما يحصل مع زيت الزيتون والعسل والحليب  وغيره، لذلك يجب على المستهلك الشراء من مصادر موثوقة ويجب على وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مكافحة ظاهرة غش زيت الزيتون، وعلى المستهلكين التعاون مع حماية المستهلك والإبلاغ عمن يقوم بعمليات الغش أو يروج لها.

فائض للتصدير
وفي تصريح للحرية أكدت مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة عبير جوهر أن إنتاج زيت الزيتون  لموسم ٢٠٢٤  قدر بشكل أولي بحوالي ٩٠ ألف طن، ولكن بعد التحرير والحصول على بيانات حول إنتاج الزيت بشكل أفضل في المناطق الشمالية لمحافظتي حلب وإدلب، التي تمتلك أكثر من ٤٠% من أشجار الزيتون في سورية، ومن خلال مراقبة مردود الزيت في المعاصر خلال الموسم يتوقع أن يتجاوز هذا الرقم ١٢٢ ألف طن زيت زيتون.

جوهر: سوريا لديها 22 ألف طن من زيت الزيتون فائض للتصدير

وبينت جوهر أن  الاستهلاك المحلي يقدر بشكل تقريبي نظراً لعدم وجود دراسات حقيقية حول معدلات الاستهلاك بحوالي ١٠٠ ألف طن بمعدل استهلاك ٤ كغ للفرد، وبالتالي يمكن أن يكون هناك فائض للتصدير حوالي ٢٢ الف طن، علماً أن معدل الاستهلاك سابقا كان ٥-٦ كغ، ولكن نتيجة انخفاض الدخل وارتفاع أسعار الزيت انخفض هذا المعدل خلال السنوات الأخيرة.
كما أن أسعار الزيت انخفضت هذا الموسم عالمياً، بعد أن وصلت إلى مستوى مرتفع جداً خلال الموسم السابق وتجاوز سعر كغ زيت الزيتون عالمياً ٨ يورو، مؤكدة أن تكاليف الإنتاج في سورية مرتفعة بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وقدرت تكلفة إنتاج صفيحة الزيت ٨٠٠ ألف ليرة سورية، ما تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين والمنتجين والمصنعين بسبب انخفاض الأسعار لاحقاً إلى أقل من ٦٠٠ ألف ليرة سورية، وانعكس ذلك على الكميات المصدرة بسبب عدم القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية، وبالرغم من توفر كميات كبيرة في مخازن شركات إنتاج زيت الزيتون ولدى المزارعين والتجار إلا أن السعر المحلي ما زال مرتفعاً بالنسبة لدخل المواطن السوري، والذي هو حقيقة أقل من سعر التكلفة.. وللأسف هذه الكميات ستنخفض جودتها خلال التخزين ولذلك يجب العمل على منح تسهيلات لتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية.
كما أفادت جوهر أنه يوجد في سوريا حوالي ٣٥ شركة فلترة وتعبئة تصدر إنتاجها بعلامات تجارية سورية إلى دول عديدة وتعتبر أسواق الخليج العربي (السعودية- قطر- الإمارات- الكويت) أساسية لزيت الزيتون السوري.

اقرأ أيضاً:

ملف «الحرية».. سمٌّ في الدسم.. غش زيت الزيتون تجارة مسكوت عنها تتوعّد صحة المواطن والاقتصاد معاً

Leave a Comment
آخر الأخبار