تطور العلاقات السورية ـ السعودية وانتقالها نحو شراكات تنموية تتجاوز التعاون السياسي لبناء مشاريع استراتيجية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- مها يوسف:
تستعد سورية لمرحلة مفصلية عبر حضورها الرسمي في مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، في خطوة تعبّر عن بداية انفتاح اقتصادي واسع على العالم، ويأتي هذا الحضور ليؤكد تطور العلاقات السورية- السعودية وانتقالها نحو شراكات تنموية فاعلة تتجاوز التعاون السياسي إلى بناء مشاريع استراتيجية، كما يعكس المؤتمر اهتماماً دولياً بدعم إعادة بناء الاقتصاد السوري وفتح أبواب الاستثمار أمام الشركات الكبرى. ومنصة عملية لعرض رؤية الدولة في إعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد وفق أسس حديثة ومستدامة.
أكد الكاتب والمحلل السياسي السعودي والخبير في العلاقات الدولية سامي المرشد أكد لصحيفتنا “الحرية” أن الزيارة الرسمية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية، ولقاءه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تأتي في إطار بحث وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب التطرق إلى مختلف قضايا المنطقة.
وأوضح المرشد أن الرئيس السوري سيشارك إلى جانب سمو ولي العهد في فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (Fll) الذي بات حدثاً عالمياً سنوياً تستضيفه الرياض، لبحث آفاق الاستثمار وفتح مجالات تنموية جديدة في المنطقة.
وأضاف المرشد إن مؤتمر هذا العام سيولي اهتماماً كبيراً بموضوع ازدهار وبناء سورية الجديدة بعد الخلاص من النظام المخلوع، مؤكداً أن سورية تتجه اليوم نحو نهضة كبيرة متوقعة في مختلف المجالات عقب نجاح ثورة الشعب السوري.
وأشار إلى أنّ المملكة العربية السعودية احتضنت الجمهورية العربية السورية وقدمت لها مختلف أشكال الدعم السياسي والاقتصادي، لافتاً إلى وصول وفود استثمارية سعودية كبيرة إلى دمشق خلال الفترة الماضية للبحث في تطوير مشاريع جوهرية في البنية التحتية، تشمل المطارات والطرق والإعمار وقطاعات الطاقة واستخراج النفط بالتعاون مع كبرى الشركات مثل أرامكو.
وأوضح المرشد أن التعاون السعودي– السوري بلغ مراحل متقدمة وغير مسبوقة، تجسد جزءٌ منه في خطط معلنة مثل مشروع الربط السككي بين البلدين عبر الأراضي الأردنية، وفتح مسارات النقل البري والبحري والجوي على أوسع نطاق، إضافة إلى مشاريع كبرى تُنفّذ بالشراكة لخدمة مصالح الشعبين، ولفت إلى أن السعودية بادرت منذ البداية إلى التأكيد على أهمية رفع العقوبات عن سورية، ودعمت الاعتراف الدولي بالقيادة السورية الجديدة المدعومة من الشعب السوري، ما يمهّد لتوسيع مجالات التعاون وتثبيت الاستقرار الاقتصادي.
وأكد المرشد أنّ محاور المؤتمر تتركز بصورة رئيسية على بناء سورية الحديثة بالاستفادة من التجارب الناجحة، وفي مقدمتها رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وما حققته من قفزات نوعية في التنمية المستدامة وإعادة هيكلة الاقتصاد. وتوقّع المحلل السياسي أن تشهد سورية تدفق استثمارات ضخمة وغير مسبوقة خلال الأعوام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن السوق السوري واعد وبحاجة ماسة إلى التطوير والبناء في مختلف المجالات بعد أن أضاع النظام السابق لعقود طويلة فرصاً كثيرة للتنمية.
واختتم المرشد حديثه قائلاً: إن مستقبل سورية اليوم يُبنى بعقول أبنائها الذين قدّموا التضحيات العظيمة من أجل الحرية، وبالتكاتف الأخوي من المملكة العربية السعودية ودول الخليج… نتمنى للشعب السوري وقيادته التوفيق في تأسيس دولة عصرية حديثة تخدم كل أبنائها، وتعيد لسورية مكانتها وريادتها في المنطقة.

Leave a Comment
آخر الأخبار
الصين تملأ الفراغ الأمريكي في قمة آسيان.. سباق نحو قيادة التجارة الحرة العالمية علامة فارقة في مسار إعادة الاعمار.. المشاركة السورية  بمبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض 2025  خسارة نادي الرواد أمام قرطاج تونس في بطولة الأندية العربية للسيدات بكرة الطائرة طلاب جامعة الفرات يحتجون على قرار إلغاء الاستضافة .. ورئيس الجامعة يعد بمتابعة الموضوع بعد قافلة الأمل 3.. وحدة الدعم والاستقرار تخطط لتسيير قوافل إضافية لعودة العائلات النازحة أيقونة للتحول.. روبوت «مفتاح الازدهار» يسرق الأضواء في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» يوحد جهود قادة العالم بتحقيق الازدهار.. النسخة التاسعة من مؤتمر “مستقبل الاستثمار” تشهد إعلاناً مهما... الخوارزميات تنشر تحديات الشهرة "الهابط".. عندما تتحول الكرامة إلى عملة رقمية والخير إلى "ترند" المنتدى الاقتصادي في الرياض... بوابة لتعزيز الاستثمارات في سوريا سوريا تعود إلى الخريطة الدولية من بوابة مبادرة الاستثمار السعودية