تطول الأبقار في درعا وتتسبب بخسائر ليست بقليلة للمربين.. المكافحة المتكاملة ضرورة.. إصابات الإنسان بعضّات الكلاب الشاردة لا تتوقف

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

لحرية – وليد الزعبي:

تنتشر الكلاب الشاردة بأعداد ليست قليلة في أرجاء مختلفة من محافظة درعا، وهي تشكل خطراً على الإنسان بالدرجة الأولى، حيث إنها وفي ساعات الليل تنتقل من محيط المدن والبلدات إلى داخلها وتتجول في أحيائها، وخاصة عند حاويات القمامة بحثاً عن الطعام، والمشكلة إن كانت هذه الكلاب مسعورة، حيث يصبح خطرها محتّماً وقد تهاجم المارة وتنال منهم بعضّاتها المؤذية، والتي تؤدي إلى إصابتهم بداء الكلب الذي قد يودي بحياة الإنسان إذا لم يعالج بالطرق المعتمدة وبأسرع ما يمكن.

علماً أن جهات الصحة تقوم بتقديم اللقاح للإنسان في حال تعرضه للإصابة بعضّات الكلب مع المصل المناعي، وهو مكلف وأحياناً غير متوفر، لكونه يستقدم من خارج البلاد من مراكز متخصصة بإنتاجه.

وأشار رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة الدكتور نايل الزعبي لصحيفتنا الحرية, إلى أنه يوجد في درعا ٤ مراكز متخصصة بمعالجة عضّات الكلاب، ولاسيما مشافي كلّ من درعا وإزرع ونوى وبصرى، حيث يتم التعامل مع الجروح الناتجة عن عضّات الكلب بشكل خاص بالغسيل العميق بالماء الجاري والصابون ثم تعقيم الجرح، فيما يمنع منعاً باتاً خياطة الجروح، ويلي ذلك إعطاء لقاح الكلب على ثلاث جرعات، وفي حال تعدد الجروح أو وجود جروح في الرأس والعنق أو نهايات الأصابع، يضاف إلى اللقاح إعطاء جرعة واحدة من المصل، علماً أن عدد الحالات التي تم استقبالها وعلاجها في مراكز المحافظة بلغ ٢٥١ حالة منذ بداية العام وحتى الآن.

وبيّن الزعبي أن التوصيات تتمثل بضرورة مراجعة المريض للمشفى بأسرع وقت ممكن، لكون إعطاء اللقاح والمصل يشكل عاملاً وقائياً من داء الكلب.

والأمر لا يقف عند الإنسان، إذ قد تقوم الكلاب الشاردة بعضّ الحيوانات الأخرى، وهذا ما حدث بالفعل لأحد الأبقار مؤخراً، حيث أوضح أحد الأطباء البيطريين لصحيفتنا الحرية أنه تم تشخيص هذه الإصابة لدى إحدى الأبقار عند أحد المربين في درعا، بعد تعرضها لعضة كلب شارد، وظهرت أعراض المرض عليها بعد مرور ٢١ يوماً، مبيناً أنه تم التوجيه بحجرها وعدم التعامل معها والتخلص منها بشكل فني، أي ذبحها وحرقها ومن ثم دفنها.

وإزاء هذا الواقع، ينصح متابعون بضرورة العمل على إجراء حملة متكاملة على مستوى المحافظة وفي وقت واحد لمكافحة الكلاب الشاردة، وذلك إثر ملاحظة كثرتها في كل أنحاء المحافظة، وذلك لتجنب أضرارها التي تتسبب بمرض داء الكلب الذي يعد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، ويصيب كل الحيوانات ماعدا الدواجن والطيور، ولا شفاء منه أبداً إذا لم يعالج فوراً وقبل مرور فترة معينة من الزمن.

تجدر الإشارة إلى أن خسارة المربي حوالي ١٠ ملايين ليرة لقاء ثمن البقرة المصابة والتي قام بالتخلص منها، وهو ما يشكل عبئاً لا يحتمل عليه وعلى غيره من المربين في حال تكرار مثل هذه الحالات.

Leave a Comment
آخر الأخبار