تعزيز قيم المواطنة أساس الحفاظ على الوطن وترسيخ الأخوة والمساواة بين المواطنين

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية -‏ وديع فايز الشماس: ‏

في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها سوريا، تبرز الحاجة الملحة إلى ترسيخ قيم المواطنة الواعية ‏في المجتمع، بوصفها أحد أعمدة الاستقرار الوطني، وضمانة للسلم الاجتماعي، وأداة فاعلة لتعزيز ‏التلاحم بين أفراد الشعب على اختلاف انتماءاتهم.‏
إن المواطنة الحقة لا تقتصر على امتلاك الجنسية أو التمتع بالحقوق المدنية، بل تتعدى ذلك لتشمل ‏الوعي بالمسؤوليات والواجبات، والحرص على المصلحة العامة، والمشاركة الفعالة في بناء الوطن، ‏ويعد تعزيز هذه القيم ضرورة استراتيجية للحفاظ على كيان الدولة ومكتسباتها في مواجهة التحديات ‏الداخلية والخارجية.‏
وأستطيع ان أجزم أن حماية الوطن مسؤولية كل مواطن، فالمواطنة تعني أولاً الولاء للوطن والدفاع عنه، ‏وهو ما يتحقق من خلال احترام القانون، والحفاظ على الممتلكات العامة، والمشاركة في جهود التنمية. ‏فالمواطن الواعي يدرك أن حمايته لوطنه تبدأ من سلوكه اليومي، ومن إيمانه العميق بأن أمن الوطن ‏واستقراره أولوية لا يمكن التفريط بها.‏
ويمكن لتعزيز روح الأخوة بين أبناء الوطن أن تمثل حجر الأساس في بناء مجتمع متماسك، فالوطن ‏يحتضن الجميع دون تمييز، ويمنحهم فرصة العيش المشترك على قاعدة من الاحترام والتفاهم. ومتى ما ‏سادت قيم التآخي، تلاشت أسباب الفرقة، وتمكن المواطنون من تجاوز الخلافات وبناء جسور التعاون ‏والتكافل.‏
كما أن المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات تشكل ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية، ‏فالشعور بالإنصاف يولد الانتماء، ويعزز الثقة بين الفرد ومؤسسات الدولة. وتكمن مسؤولية الجهات ‏المعنية – بدءاً من الأسرة والمدرسة، وصولاً إلى أجهزة الدولة – في تكريس هذا المبدأ.‏
وأخيرا نقول إن المواطنة ليست شعاراً يُرفع في المناسبات، بل سلوك دائم وثقافة يومية يجب غرسها ‏وتعزيزها في النفوس منذ الصغر، ولا سبيل لبناء وطن قوي ومزدهر ما لم تتضافر الجهود لترسيخ قيم ‏المواطنة، وتحقيق روح الأخوة، وإعلاء شأن المساواة بين جميع أفراده.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار