الحرية – رنا الحمدان:
يواصل معهد الثقافة الشعبية في طرطوس، التابع لمديرية الثقافة، أداء دوره الريادي في تمكين الشباب وتنمية مهاراتهم من خلال تقديم دورات تعليمية ومهنية بأسعار رمزية تشمل مجالات متعددة، بدءاً من اللغات والفنون وصولاً إلى المحاسبة والخياطة والرسم والحلاقة النسائية.
وتوضح المهندسة هبة حمدان، مديرة المعهد، أنه يستقطب سنوياً عدداً كبيراً من الراغبين بتعلم مهارات جديدة على أيدي مدربين مختصين. وتبلغ كلفة الدورة الواحدة 25 ألف ليرة سورية فقط، وتشمل ثلاثة مستويات تمتد على مدار ثلاثة أشهر، يعقبها شهر امتحاني يحصل المتدرب في نهايته على شهادة رسمية من وزارة الثقافة.
وأضافت حمدان أن المعهد يقدم دورات في اللغات الإنكليزية والروسية والألمانية وفق مناهج معتمدة من الوزارة، إلى جانب دورات في المحاسبة (الأمين وICDL)، ودورات تدريبية في الرسم والخياطة والتطريز والحلاقة النسائية، مؤكدة أن هدف المعهد هو فتح أبواب المعرفة للجميع دون شروط أكاديمية، حيث يكفي أن يكون المتقدم قد أتم الخامسة عشرة من عمره.
وحول التحديات التي تواجه العمل، لفتت حمدان إلى أن أجور المدرسين لا تتجاوز الألف ليرة للساعة، ورغم ذلك يبدي المدرسون حماساً كبيراً للتدريس بدافع التطوع وحب العطاء، إيماناً منهم بأهمية دور المعهد في دعم التعليم الشعبي.
أما محمد بلال، مدرس اللغة الألمانية في المعهد، فقد أشار إلى الإقبال الكبير على تعلم اللغات، مبيناً أن شغفه بالتعليم دفعه إلى المشاركة في هذا العمل التطوعي “لمنح الراغبين فرصة حقيقية لتقوية مهاراتهم والانطلاق بثقة في مجالاتهم المستقبلية”.
وتحدثت مديرة المعهد عن ضرورة تحديث التجهيزات التقنية والحواسيب وتحسين واقع الكهرباء، لافتة إلى أن كمية المحروقات المخصصة لتشغيل المولدة غير كافية لتغطية حاجة المعهد اليومية، منوهة إلى تراجع حضور طلاب الريف نتيجة ارتفاع أجور النقل وسوء الظروف الاقتصادية، رغم سعي وزارة الثقافة المستمر لتأمين الدعم واستمرار النشاطات.
من جانبها، عبرت الطالبة ربا علي عن رغبتها في تطوير الدورات أكثر بما ينسجم مع متطلبات سوق العمل، مثنية على الأسعار الرمزية التي جعلت من المعهد وجهة مفضلة للكثيرين ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف المراكز الخاصة.
يذكر أن معهد الثقافة الشعبية في طرطوس تأسس كبناء مستقل عام 2004، ويضم في طابقه الأرضي معهد الموسيقى العربي، مع خطط مستقبلية لتوسيع المقر واستكمال طابق جديد فيه .