الحرية ـ سراب علي:
أثار مضمون تعميم مديرية التربية والتعليم في اللاذقية بخصوص دوام العاملين في مدارس مدينة اللاذقية وريفها التباساً لدى بعض التربويين، كما أحدث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
التعميم الذي يؤكد على الانضباط المهني والالتزام بالقوانين الناظمة للعمل التربوي، جاء فيه الطلب من جميع إدارات المدارس التقيد التام بإبلاغ جميع العاملين من الكوادر التربوية؛ إداريين ـ معلمين ـ مدرسين، بضرورة الالتزام الكامل بالدوام المدرسي طوال أيام الأسبوع، وذلك بغض النظر عن نصابهم من الحصص الدراسية، ووفق البرنامج المدرسي المحدد لكل مدرسة، وعدم مغادرة مكان العمل خلال ساعات الدوام الرسمي إلّا بموجب إذن خطي أصولي صادر عن الجهة المختصة. وحسب التعميم، يعد أي عامل يتغيب مدة 15 يوماً متتالية أو 30 يوماً متفرقة عن العمل بحكم المستقيل، ويُتخذ بحقه الإجراء القانوني أصولاً، وذلك استناداً لأحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة رقم 50 لعام 2004.
مدير التربية يوضح: ما ورد في التعميم يأتي تماشياً مع القوانين الناظمة وحرصاً على استقرار العملية التربوية
مراعاة العاملين في المناطق الجغرافية
وتعقيباً على التعميم الصادر والفهم الخاطئ لمضمونه، أصدرت المديرية جزءاً مكمّلاً للتعميم الصادر أصولاً، أكدت فيه حرصها على مراعاة ظروف العاملين في المناطق الجغرافية ذات الطبيعة الخاصة، إذ نوهت إلى أن:
1 ـ يُستثنى من أحكام التعميم والبلاغ المذكور العاملون في المدارس الواقعة ضمن المزارع والقرى الجبلية والجيبية (الواقعة على الطرق الفرعية والتي يشكّل الوصول إليها صعوبة) و«شبه النائية»، والتي لا تتوفر إليها وسائط نقل عامة مباشرة من مراكز الانطلاق
2 ـ كما يُستثنى العاملون في «مدارس العودة» التي تمّ افتتاحها في قرى جبلي الأكراد والتركمان، نظراً للخصوصية الجغرافية والظروف اللوجستية المحيطة بها.
المدير يوضح
وبدوره أوضح مدير التربية والتعليم وليد كبولة في تصريحه لـ«الحرية» أن الدوام المقصود بالتعميم موجّه أساساً إلى معلمي الحلقة الأولى للتعليم الأساسي، كون طبيعة عملهم الصفي تتطلب تواجداً يومياً وثابتاً لمتابعة التلاميذ بشكل مستمر، وأيضاً المكلّفين بالأعمال الإدارية والمستخدمين، باعتبار مهامهم ترتبط بوجودهم اليومي في المدرسة لضمان ديمومة العمل والخدمات.
وبيّن أن المدرسين من الاختصاصات في المرحلتين الأساسية الثانية والثانوية، فدوامهم يتم وفق نصابهم التدريسي المكلّفين به، ووفق البرنامج المدرسي المعتمد في كل مدرسة، تماماً كما ورد في نص التعميم، من دون أي تغيير أو تحميل ما لا يحتمل.
وأكد مدير التربية أن الاستثناءات الواردة في التعقيب الصادر لا تزال نافذة، وخاصة للعاملين في المدارس الواقعة في المناطق الجبلية والجيبية وشبه النائية أو مدارس العودة في جبلي الأكراد والتركمان.
ولفت كبولة إلى أن ما ورد في التعميم من إجراءات انضباطية يأتي تماشياً مع القوانين الناظمة وحرصاً على استقرار العملية التربوية، وليس بهدف التضييق على أي من الزملاء، بل لضمان استمرارية العمل ومنع حدوث فراغ وظيفي يؤثر على مرحلة التعليم الأساسي. وأضاف: إن ما يُثار من تشويش في بعض الصفحات لا يعكس حقيقة التعميم ولا روحه، فنحن جميعاً زملاء وإداريين ومعلمين في خندق واحد، يجمعنا هدف واحد هو الارتقاء بالعملية التربوية وخدمة أبنائنا الطلاب على أفضل وجه.
وأخيراً، تدعو المديرية جميع الزملاء إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، وعدم الانجرار وراء التأويلات الخاطئة التي قد تشتت الجهد وتُضعف العمل التربوي بدل دعمه.