تغلغلت في مجتمعنا وعزفت على الوتر الحساس.. الشائعات زوّادة الحرب النفسية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- سراب علي: 

نسمع كل يوم عشرات بل مئات الأخبار التي لا يعرف مصدرها ورغم ذلك تصبح متداولة بين الناس ويتناقلونها فيما بينهم ويربطونها بالأحداث التي تدور حولهم فيصلون حد التصديق لتلك الأخبار وينشرونها بحلة جديدة.

منذ بداية تحرير سوريا، والمجتمع السوري يعيش حرباً نفسية زادها وزوادتها ألسنة الشائعات وأخبار مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى تزييف الحقائق وعدم استقرار الحالة النفسية لأفراد المجتمع وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وبالتالي إضعافهم وتفريقهم.

وهنا نتساءل لماذا نجحت الشائعات في ظل الظروف التي نمر بها بالتغلغل إلى المجتمع السوري؟ وكيف يمكن التخفيف من حدتها وخصوصاً أن الحالة النفسية والخوف سيطرا على الكثير من الأفراد وأصبحوا أكثر تصديقاً لأي خبر مهما كان مصدره؟

اختصاصية اجتماعية: الحاجة للتوعية والحذر من قبل الحكماء والمؤسسات الإعلامية والدينية والتعليمية والتربوية

الأكثر شراسة وعنفاً

تبين الأخصائية الاجتماعية والتربوية الدكتورة سلوى شعبان في حديثها لصحيفة الحرية أن الشائعات تعدُّ وسيلة رائجة ومتبعة في خضم الحرب النفسية والتي هي الأكثر شراسة وعنفاً من أنواع الحروب الأخرى لأنها تلعب على الوتر الحساس وتتلاعب بمشاعر البشر وتستخدم شتى السبل والأدوات للتأثير على تفكيرهم وآرائهم فتصبح في الصدارة وتجعل السيطرة الممكنة على العقول والآراء.

وتشير إلى أنه في ظل ما تعيشه سوريا من ظروف وتغيرات مصيرية فقد انتشرت الشائعات بشكل ملفت للانتباه وتغلغلت في مجتمعنا السوري وأصبحت مادة منتظرة لدى الجميع لسماع أي خبر أو نتيجة، ولعلّ وجود جهات هدفها بث الضغينة والكراهية والتفرقة بين أبناء الشعب السوري الواحد لأسباب طائفية وأهداف مشبوهة تكسب من خلالها مصالح وهمية ومآرب شخصية.

غياب الإعلام المحلي

وتبين شعبان أن سبب نجاح الشائعات بالتغلغل في المجتمع هو سهولة الانتشار المستخدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدم وجود مسؤولية لدى صفحات بأسماء وهمية مستعارة تبث وتنشر ما يحلو لها بلا رقيب أو حسيب وبتمويل خارجي مجهول تنشر شائعات تتعلق بحياتنا وأماننا ومستقبلنا واقتصادنا وعلاقاتنا الاجتماعية والأخوية ، والهدف طبعاً كما نعرف تفكيك اللحمة الوطنية والمحبة بين جميع الأطياف..

وتضيف: ما ساعد بذلك أيضاً هو غياب الإعلام المحلي والرسمي الحكومي الذي نعقد عليه الآمال والأماني الإيجابية بانطلاقته المرتقبة وبالتغيير والعمل الجاد وتصوير الحقيقة ونقل صورة الواقع لنسمع ونرى ونتابع ويكون مصدرنا الأول في كل خبر.

سلامة وطننا أمانة غالية

كيف نخفف من تأثير الشائعات على الحالة النفسية ؟ هنا تجيب الأخصائية الاجتماعية بأننا بحاجة للتوعية والحذر من قبل العقلاء والحكماء ورجال الدين الأفاضل بين أفراد الشعب لأن كلمتهم مسموعة وهم جهات معهود لها بالصدق والأمانة والكلمة الحرة إلى جانب المؤسسات الدينية والتعليمية والتربوية ودورها العظيم لأننا بأشد الحاجة للوعي والانتباه ولن ننسى أننا نعيش مرحلة مصيرية بتاريخ سوريا الجديدة.

وتؤكد شعبان على ضرورة تقصي الأخبار من جهات معروفة وموثوقة والمنطقية بالتعامل معها، والانتباه للتصديق والتكذيب بعد التأكد من أي خبر وعدم النشر والمشاركة حتى لا نتحمل وزر الخطأ تجاه أنفسنا ومجتمعنا وتابعت القول: فإسلامنا الحنيف أوصانا بالتثبت من أي خبر قبل إطلاق الأحكام وافتعال المشكلات, وأمرنا برد الأمور لأهل العلم والخبرة للتأكد والمعرفة ودرء الفتن، فسلامة وطننا أمانة غالية وعزيزة على أرواحنا وواجبنا المحافظة عليها وصونها بكل من نملك من عقل وفكر ووعي وحذر.

Leave a Comment
آخر الأخبار