الحرية- متابعة يسرى المصري:
لم يكن من السهل تهدئة الحرب التجارية التي فرضت على العالم بسبب الرسوم الضريبية الأمريكية التي لم تستثني أحداً من الحلفاء أو غيرهم، الاتفاق التجاري المبدئي الذي وقّع أمس بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واحتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين أسهما بشكل ملحوظ في دعم الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط. ما أدى إلى تهدئة المخاوف من أن تؤدي الرسوم المرتفعة المحتملة إلى تقييد النشاط الاقتصادي والتأثير في الطلب على الوقود.
وعلى الأثر ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتاً أو ما يعادل 0.61% لتصل إلى 68.86 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 39 ستنا أو 0.60% إلى 65.55 دولاراً للبرميل.
وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقاً تجارياً إطارياً، الأحد، يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 % على معظم سلع الاتحاد الأوروبي وهي نصف النسبة التي كانت الولايات المتحدة هدّدت بفرضها، وأدى الاتفاق إلى تفادي حرب تجارية أكبر بين حليفين يمثلان ما يقارب من ثلث التجارة العالمية وهو ما كان من شأنه أن يضعف الطلب على الوقود.
وفي سياق متصل، من المقرر أن يلتقي مفاوضون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم اليوم في مسعى لتمديد الهدنة التي حالت دون فرض رسوم جمركية مرتفعة وذلك قبل الموعد النهائي المقرر في 12 أغسطس/ آب.
وفي الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط يوم الجمعة عند أدنى مستوياتها في 3 أسابيع وسط تصاعد المخاوف بشأن التجارة العالمية وتوقعات بزيادة الإمدادات من فنزويلا.
وقالت مصادر في شركة النفط الوطنية الفنزويلية إن الشركة تستعد لاستئناف عملياتها في مشاريعها المشتركة بموجب شروط مشابهة للتراخيص التي صدرت خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وذلك بمجرد أن يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل التصاريح التي تسمح لشركائها بالعمل وتصدير النفط ضمن اتفاقات مبادلة.
ورغم الارتفاع الطفيف في الأسعار اليوم فإن احتمال قيام تحالف أوبك بلس بتخفيف قيود الإنتاج حدّ من المكاسب.
ومن المقرر أن تعقد لجنة المراقبة التابعة لتحالف أوبك بلس اجتماعاً، وقال أربعة مندوبين من التحالف الأسبوع الماضي إنه من غير المرجح أن توصي اللجنة بإجراء أي تغييرات على الخطط الحالية التي تدعو 8 أعضاء إلى زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس/ آب، وقال مصدر آخر إنه من السابق لأوانه الجزم بذلك.
ويحرص تحالف أوبك بلس على استعادة حصته في السوق في وقت يساعد فيه ارتفاع الطلب الموسمي في الصيف على استيعاب الكميات الإضافية من الخام.
وقال محللو جي بي مورغان إن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 600 ألف برميل يومياً في يوليو/ تموز مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مخزونات النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً.
الذهب
واستقرت أسعار الذهب في تعاملات متقلبة وسط تراجع الدولار الذي ساعد في تبديد أثر الضغط الناتج عن الإقبال على المخاطرة بعد اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3336.77 دولاراً للأوقية (الأونصة) بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 تموز.
وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب هامشياً بنسبة 0.06% إلى 3337.50 دولاراً.
وقال محلل السلع الأولية في ريلاينس سيكيوريتيز، غيغار تريفيدي إن الاتفاق بين أميركا والاتحاد الأوروبي خفّف التوتر التجاري عبر الأطلسي، ما وضع ضغوطاً على الذهب، مضيفاً إنه أدى أيضاً إلى هبوط مؤشر الدولار، ما قدم بعض الدعم للذهب.
وتراجع مؤشر الدولار، ما يجعل الذهب المقوّم بالعملة الأمريكية أقل تكلفة للمشترين حائزي العملات الأخرى.
وتحسنت ثقة المستثمرين بعد التوصل إلى الاتفاق، وسجلت العملات الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية ارتفاعاً.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة القياسي ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50% يوم الأربعاء، وذلك في ختام اجتماع من المقرر أن يستمر يومين. وكان رئيس البنك جيروم باول قد أشار إلى ضرورة انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ قرارات بشأن السياسة النقدية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن اجتماعه مع باول كان إيجابياً، ما يشير إلى احتمال أن يكون رئيس مجلس الاحتياطي منفتحاً على خفض أسعار الفائدة.
وكان أداء المعادن النفيسة الأخرى على النحو التالي:
زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.24% إلى 38.25 دولاراً للأوقية.
ارتفع البلاتين 0.25% إلى 1409.57 دولارات.
ارتفع البلاديوم 1.77% إلى 1244.40 دولاراً.