الحرية – عمار الصبح:
بدأ مزارعو العنب في درعا قطاف وتسويق محصولهم لهذا الموسم إلى أسواق المحافظة وسوق الهال المركزي بدمشق، في ظل توقعات متشائمة قللت من تقديرات الإنتاج بالمقارنة مع مواسم سابقة بفعل الجفاف وما خلفه من تداعيات قاسية.
مزارعون توقعوا في حديثهم لصحيفتنا “الحرية” أن ينخفض الإنتاج هذا الموسم بسبب الظروف الجوية، وانخفاض الهاطل المطري خلال الشتاء الماضي إلى مستويات متدنية، وما تركته هذه الظروف من تداعيات على مصادر الري الرئيسة في المحافظة كالسدود والينابيع والآبار.
يؤكد المزارع أمين العبد الله أحد مزارعي العنب، أنه كان يجني سنوياً كميات جيدة من بستانه المزروع بالعنب والذي تبلغ مساحته ٢٠ دونماً، قبل أن يتراجع الإنتاج هذا العام وفقاً لتقديراته إلى النصف تقريباً.
وكغيره من المزارعين يعتمد “العبد الله” على الآبار لري محصوله، إلا أن الأشجار باتت على وشك اليباس، حسبما يقول، بسبب استهلاك المخزون الجوفي وتراجع الغزارة من جرّاء شحّ الأمطار، مشيراً إلى أن غالبية المساحات المزروعة بالعنب لم تأخذ نصيباً وافراً من الري هذا الموسم، وهو ما أدى إلى تراجع الإنتاج إلى مستويات مقلقة.
الجفاف يُقلص من تقديرات الإنتاج ويدفع الأشجار إلى الهرم باكراً
وتنتشر زراعة العنب في كل مناطق المحافظة تقريباً، فيما تتركز بشكل أكبر في المناطق الغربية، في مدن وبلدات أبرزها (طفس وداعل والعجمي وتل شهاب ونوى وزيزون والأشعري والمزيريب).
ويقول أحد مزارعي المنطقة الغربية، إن السدود الموجودة في المنطقة كانت تسهم في مواسم سابقة، في سقاية جزء من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة ومنها العنب عبر شبكات الري، قبل أن تشهد السدود تراجعاً حاداً في منسوبها هذا الموسم.
ويشير المزارع إلى أن العنب يحتاج سقاية أسبوعية، وهذا غير ممكن حالياً في ظل جفاف الينابيع والآبار، لذلك توجه المزارعون نحو زراعة أصناف أخرى كالزيتون والرمان لعدم حاجتهما إلى كميات مياه كبيرة، إلى جانب هرم أشجار العنب، إذ من المتعذر استمرار إنتاجها بالمستوى نفسه لمدة تزيد على 30 عاماً.
وتتقاطع تقديرات المزارعين إلى حد كبير مع الأرقام الرسمية والتي تُظهر تراجعاً في إنتاج العنب في درعا، وحسب رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في مديرية الزراعة المهندس حسن الأحمد، فإن المساحة المزروعة بالعنب في المحافظة تقدر بحوالي ٦٠٠ هكتار، فيما يصل عدد الأشجار إلى ٣٠٠ ألف شجرة، لافتاً إلى أن التقديرات الأولية للإنتاج تبلغ ٧٠٠٠ طن.
ويبدو التفاوت واضحاً في الإنتاج لدى مقارنته بأرقام المواسم القليلة الماضية إذ بلغ متوسط الإنتاج قرابة ١٢ ألف طن، بتراجع بلغ حوالي ٤٠٪، فيما تبدو الفجوة كبيرة وتصل إلى أكثر من ٨٥٪ لدى المقارنة بما كانت عليه الأرقام قبل عقد من الزمن، حيث وصلت المساحة المزروعة بالأشجار حينها إلى ألفي هكتار كانت تضم حوالي مليوني شجرة وتنتج ما يقارب ٥٠ ألف طن من العنب سنوياً.
وينظر مزارعو المحصول بعين الرضا إلى الأسعار الحالية للعنب في الأسواق التي تتراوح بين خمسة إلى سبعة آلاف ليرة، وهي أسعار مشجعة حسب وصفهم، معربين عن أملهم بأن تستمر الأسعار عند هذا المستوى، ما قد يعوضهم عن انخفاض كميات الإنتاج هذا الموسم.