الحرية – خليل هملو:
في أول زيارة من نوعها منذ ١٤ عاماً، زار وفد وزاري من الحكومة السورية اليوم منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، وضم الوفد معاوني وزراء الزراعة، والصحة، والاقتصاد، والصناعة، إلى جانب مديري مؤسستي الحبوب والقطن.
وعُقد لقاء موسّع بين الوفد الحكومي وأهالي المنطقة، أعقبه اجتماعات قطاعية متخصصة، حيث التقى معاون وزير الزراعة المهندس باسل سويدان بالمزارعين، فيما اجتمع معاون وزير الاقتصاد والصناعة محمد حورية مع الفعاليات التجارية والصناعية في مدينة تل أبيض وريفها.
حضر اللقاء المدير العام للمؤسسة السورية للحبوب المهندس حسن العثمان، ومعاون المدير العام للمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان المهندس محمود الخليل، ومدير التجارة في محافظة حلب، ومدير السورية للمخابز.
كما التقى معاون وزير الصحة الدكتور عبدو محلي بالعاملين في القطاع الصحي في مدن تل أبيض وسلوك وحمام التركمان، بحضور مدير صحة محافظة الرقة الدكتور عبد الله الحمود.
وناقش اللقاء واقع الخدمات الصحية، والمشكلات التي يعاني منها العاملون في القطاع، إضافة إلى ملف عودة المفصولين إلى وظائفهم.
كما استمع أعضاء الوفد الحكومي إلى مطالب أبناء المنطقة ومعاناتهم، ووعدوا بنقلها إلى العاصمة دمشق ومتابعتها مع الجهات المعنية.
مطالب المزارعين..
من جهتهم قدّم مزارعو تل أبيض قائمة مطالب شملت أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، من بينها: تسعير المحاصيل الزراعية الصيفية والشتوية مسبقاً بأسعار منصفة تضمن هامش ربح عادل للمزارع، وإزالة الرسوم الجمركية المفروضة على المحاصيل عند البوابات والمعابر، لما لها من أثر سلبي على تسويق المنتجات المحلية.
كما طالبو بتوفير مستلزمات الإنتاج من بذور وأسمدة ومبيدات بأسعار مدعومة، واستلام المحاصيل من المزارعين عبر مؤسسات الدولة بأسعار تضمن استمرارية الإنتاج وتحميهم من استغلال التجار.
كذلك تفعيل المصرف الزراعي والوحدات الإرشادية ومؤسسة إكثار البذار، وتسليم بذور القمح من صوامع الصخرات والداهليز التي تحتوي على نحو ٥٠ ألف طن من البذار الجاهزة.
كذلك طالبوا بإلغاء الرسوم الجمركية على المازوت المخصص للزراعة والتدفئة، وتقديم قروض زراعية ميسّرة، وتسليم جرارات زراعية حديثة بدلًا من الأوروبية المتهالكة التي كبّدت المزارعين خسائر كبيرة، وتفعيل دور المنظمات الدولية العاملة في القطاع- دعم الثروة الحيوانية من خلال تأمين الأعلاف واللقاحات والمستلزمات، والموافقة على تصدير الخراف الذكور بشكل دوري.
أيضاً كان من مطالب المزارعين السماح لمزارعي نبع السلام بزراعة أراضيهم المحظورة قرب الشريط الحدودي، وإرسال لجنة لوشم الخيول العربية الأصيلة وأخذ عينات منها، حيث لم تصل أي لجنة منذ ١٤ عامًا.
وعود حكومية بالدعم والمتابعة…
بدوره أكّد معاون وزير الزراعة المهندس باسل سويدان التزام الحكومة بتقديم الدعم اللازم، مشيراً إلى: «توزيع البذار عن طريق القرض الحسن، وتفعيل عمل المصرف الزراعي والوحدات الإرشادية، واستلام القطن من مزارعي تل أبيض، والعمل على جذب شركات ومستثمرين للاستثمار في المنطقة».
وأضاف: «هناك قرارات تحتاج إلى متابعة ومراجعة في دمشق، وإن شاء الله لن ندّخر جهداً في تقديم كل ما يمكن للمنطقة».