الحرية – باسمة اسماعيل:
أعلنت إدارة مهرجان ربيع اللاذقية تمديد فعاليات المهرجان حتى يوم السبت 2 آب 2025، بعد أن كان مقرراً اختتامه أمس 31 تموز، وذلك بسبب التفاعل الواسع والإقبال المتزايد من الزوار، الذين توافدوا على حديقة البطرني مكان المهرجان، للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
المهرجان الذي يقام برعاية محافظ اللاذقية محمد عثمان، وتنظمه محافظة اللاذقية مع مديرية السياحة بالتعاون مع غرفة الزراعة، أثبت في نسخته الأولى أن اللاذقية قادرة على استعادة ألقها من خلال الثقافة، الحرف، والترابط المجتمعي.
وفي تصريح سابق لـ”الحرية”، وصف المحافظ الفعالية بأنها رسالة حب وتفاؤل، تعكس إرادة الحياة لدى أبناء المدينة، مؤكداً أن الإقبال الكبير يعكس تعطش الناس للفرح وللتلاقي.
مساحة للمرأة.. والإبداع يتحدث
لم تقتصر الفعالية على البعد الترفيهي أو التسويقي، بل تحولت إلى منصة لتمكين المرأة وتكريس حضورها في المشهد الإنتاجي والاقتصادي.
إحدى المشاركات في قسم المنتجات اليدوية، بينت لـ”الحرية” أن ما تقدمه ليس مجرد أعمال للبيع، بل هو تعبير عن شغفها، وهو ما يعينها أيضاً على دعم عائلتها، لكن الأهم أنها تشعر بأنها قادرة كامرأة منتجة.
نحول المحنة لمنحة
والمشاركة الأخرى التي عرضت منتجات منزلية وإكسسوارات، فعبّرت عن امتنانها للفرصة التي منحها لها المهرجان، مشيرة إلى أن المرأة السورية قوية، وهذه الفعالية منحتنا مساحة لنظهر أنفسنا، التحديات علمتنا أن نحول المحنة إلى منحة.
دعم مجتمعي وتمكين فعلي
حظيت جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة بحضور مميز، حيث عرض أعضاؤها منتجات من صناعتهم، وأوضحت رئيسة الجمعية مرة مكاري: هدفنا الأساسي هو الدمج المجتمعي الحقيقي لهؤلاء الأشخاص، والجمعية توفر معدات طبية وكراسي وأطراف صناعية مجاناً، لكن الأهم أن نمنح أصحاب الإعاقة فرصة للظهور والاعتراف بقدراتهم والتعرف على إبداعاتهم.
الفن وسيلة
كما شاركت جمعية رعاية المكفوفين عبر الحرفي أحمد مز، الذي قدم مجسمات خشبية جميلة لمعالم سورية تاريخية مثل قلعة حلب وساعة إدلب ومدخل أوغاريت، مؤكداً أن الفن وسيلة للتعبير رغم كل التحديات.
مبادرات تنموية وعروض ترفيهية
ومن المبادرات اللافتة، كانت مشاركة جمعية سوق الضيعة ضمن مبادرة “اللاذقية نحن أهلها”، التي ركزت على دعم المنتجات الريفية وتعزيز المشروعات الصغيرة.
وشهدت الفعالية أيضاً عروضاً تسويقية مغرية من الشركات، إلى جانب أنشطة ترفيهية تستهدف جميع الفئات العمرية، ما حول المهرجان إلى مساحة مفتوحة للفرح العائلي والتواصل المجتمعي.
ربيع اللاذقية نافذة للأمل
من الحرفيين التقليديين إلى النساء المنتجِات، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أصحاب المشروعات الريفية، شكل مهرجان “ربيع اللاذقية” مساحة جامعة لكل مَن أراد أن يكون جزءاً من الحياة في أبهى صورها، وبينما تتواصل الفعاليات حتى 2 آب، يثبت هذا المهرجان أن اللاذقية لا تزال قادرة على إحياء روحها عبر التشاركية والإبداع، وأن الفرح ممكن حين يكون المجتمع شريكاً فيه.