تمزيق الكتب والدفاتر أمام المدارس.. سلوك مرفوض أم تعبير عن ضغط مكبوت؟

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- وديع فايز الشماس:

مع انتهاء كل عام دراسي، تتكرر ظاهرة سلبية أمام أبواب بعض المدارس، وهي مشهد الكتب والدفاتر الممزقة والملقاة على الأرض، في تعبير غير حضاري عن “الفرح” بانتهاء الامتحانات. وبينما يرى البعض أن هذه الظاهرة مجرد وسيلة للتنفيس عن الضغط الدراسي، يرى آخرون أنها سلوك مرفوض يعكس أزمة أعمق في القيم والسلوك.

وفي مشهد يتكرر سنوياً لا تخطئه العين، من أوراق ممزقة، دفاتر مرمية، وكتب دراسية تتناثر على الأرصفة، أحياناً وسط ضحكات طلاب يرون في هذا الفعل “احتفالاً” بنهاية عام دراسي شاق. ولكن، هل تمزيق العِلم هو الطريقة المناسبة للاحتفال؟

وهنا نتسأل أين دور الأسرة، التي من المفترض أن تزرع في أبنائها احترام الكتاب، حتى وإن انتهى دوره الدراسي. أين الأهل من تعليم أبنائهم أن الكتاب ليس سلعة تُستهلك ثم تُرمى، بل مصدر معرفة يجب احترامه وتقديره.
في المقابل، يشير بعض المعلمين إلى أن المدارس تبذل جهوداً كبيرة لتوعية الطلاب و غرس القيم لكن تبقى هذه الجهود محدودة التأثير  ما لم يكن هناك دعم من الأسرة والمجتمع، فالنتائج تكون ضعيفة.

ويُرجع مختصون في علم النفس التربوي هذا السلوك إلى تراكم الضغوط النفسية والدراسية على الطلاب طوال العام، خاصة في المراحل الانتقالية والشهادات.
وحسب علم الاجتماع يمكننا القول: إن الطالب يُفرّغ انفعالاته بطريقة خاطئة. وغياب الأنشطة الترفيهية والتوجيه السلوكي السليم توجد هذا النوع من الانفجار في نهاية العام.

في هذا الصدد، من الحلول المقترحة:

– إطلاق حملات توعية تشارك فيها الأسرة والمدرسة والجمعيات الأهلية معاً.

– تخصيص حصص توجيهية في نهاية العام لتعزيز قيمة الكتاب.

– قيام المدرسة بجمع الكتب والدفاتر  المستعملة وإعادة تدويرها أو التبرع بها.

– تنظيم فعاليات ختامية ترفيهية تعبر عن الفرح بطريقة حضارية.

وأخيراً نستطيع القول إن ظاهرة تمزيق الكتب ليست فقط مشكلة سلوك، بل مؤشر على حاجة ملحة لإعادة غرس القيم الإيجابية في جيل المستقبل. فإن كنا نعوّل على هذا الجيل لبناء الغد، فعلينا أن نبدأ اليوم بتأسيسه على احترام العلم والمعرفة.

Leave a Comment
آخر الأخبار