تمكينها من العمل مساءً إحداها..  تجارة دمشق تقترح صيغاً تنظيمية لمعالجة ظاهرة البسطات 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– سامي عيسى :

انتشار البسطات، وعربات البيع المنتشرة في الشوارع العامة وعلى الأرصفة، ليست بالجديدة لدينا، فهي على امتداد السنوات الماضية كانت تجد من يهوى عملها، بحجج مختلفة، لكنها لم تكن بحجة الفقر والعازة، ولا حتى المتاجرة، فلها وظائف مختلفة في الغاية والهدف، والقليل منها لكسب العيش، لكنها لم تكن بهذا الكم الهائل، وتحتفظ ببعض التنظيم ..!

أما اليوم بإمكانك أن تطلق عليها كافة التسميات، مع انتشارها الواسع إلى أن أصبحت ظاهرة مؤذية للرؤية، والمظهر العام للمدن، ومقلقة لشريحة واسعة من التجار، وخاصة الأسواق الرئيسية، إلا أن مبرر وجودها الاقتصادي حالة الفقر التي يعيشها المواطن السوري، والتي أصبحت ملاذاً له لتأمين قوت يومه، ومحاربتها أصبحت مشكلة اجتماعية واقتصادية لآلاف الأسر التي تعيش منها..!

والسؤال هنا أمام هذه الحالة الاجتماعية والاقتصادية، كيف السبيل لمعالجتها وتنظيمها بصورة نحافظ فيها على جمالية المدينة، وبنفس الوقت الحفاظ على مصدر دخل لشريحة واسعة من أصحاب الدخل المعدوم في ظل الظروف الحالية..؟!

قلق اجتماعي واقتصادي

يبدو أن الآراء معظمها متفقة على المعالجة، لكن الاختلاف على الطريقة، وهنا نعرض رأي أهل التجار المعنيين بالدرجة الأولى بمعالجة هذه الظاهرة، لأسباب اجتماعية واقتصادية، متعلقة بكافة الأطراف، وهنا رئيس غرفة تجارة دمشق باسل الحموي بين خلال حديثه لصحيفة “الحرية” أن الموضوع مقلق من كافة النواحي والمعالجة تحتاج لتضافر جميع الجهود، ليس على مستوى الجهات الحكومية فحسب، بل بمشاركة المجتمعات الأهلية والتجارية، للوصول إلى صيغة تنظيمية تحتفظ بحقوق الجميع، وخاصة العاملين فيها، وما يشكلون من حاجة اجتماعية ضاغطة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة،  لذلك بدأنا نحن في غرفة تجارة دمشق بتوفير خطوات أولى للمعالجة حيث تم طرح ظاهرة البسطات مع “محافظ دمشق، الذي منح رئيس وأعضاء الغرفة الوقت الكافي، للبحث في كيفية معالجة هذه الظاهرة وتقديم المقترحات اللازمة بخصوصها، وخاصة أنها ظاهرة غير صحيحة ولا تعكس أي مظهر  من حضارة دمشق وعراقتها التاريخية..

استعداد وجاهزية

وأوضح الحموي أن هذه البسطات موجودة في دول العالم، إلا أنها ضمن مكان ووقت محددين، مبيناً أنه تم أيضاً اقتراح آخر بأن يسمح لهذه البسطات بالبيع بعد إغلاق الأسواق، وأن يتم تخصيص مكان ويوم معينين كأن يكون في نهاية الأسبوع “الجمعة”، لافتاً إلى أنه تم طرح  استعداد وجاهزية الغرفة لإنارة سوق الحميدية بالكامل بالطاقة الشمسية، بالتشاركية مع المحافظة ما يسهل وجود البسطات بعد الدوام بما  لا يؤثر على المحلات التجارية.

وشدد الحموي على أن وجود البسطات بجانب أسوار وجدران جامعة دمشق في البرامكة، والتي تشكل معلماً تعليمياً وحضارياً لسورية،  يسيىء ويشوه هذا الصرح الحضاري الذي يجب المحافظة عليه، بحيث تتم إزالة مثل هذه البسطات في هذا المكان العلمي.

فوضى الصرافين

والأمر هنا لا ينسحب على بسطات المواد الاستهلاكية فحسب، بل هناك ظاهرة “الصرافة” وانتشار بسطاتها بصورة واسعة في الطرقات العامة والأحياء والحارات الشعبية وغيرها، الأمر الذي يسبب الفوضى والإساءة ايضاً للمظهر العام، وتعليقاً هنا على دور الغرفة في معالجتها فقد أكد “الحموي” طرح موضوع الصرافة مع المحافظة، لمعالجته وتنظيمه، بحيث لا يكون هناك وجود لهذا الأمر إلا ضمن محلات منظمة ومعروفة، ومضبوطة ولديها نشرة أسعار مرتبطة بالمصرف المركزي، ولديها ترخيص من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بممارسة مهنة الصرافة..

لكن تنفيذ المعالجة واجب على الجميع ومهمة الجهات المعنية في مقدمتها، غرفة التجارة والمحافظة على السواء، حيث أكد الحموي تجاوب محافظ دمشق أيضاً واستعداده لتكثيف اللقاءات الدورية مع رئيس وأعضاء غرفة تجارة دمشق لمناقشة كافة القضايا التي تهم الشأن التجاري والصعوبات التي تواجههم، وطلب منهم  إعداد مذكرة بهذا الشأن ليصار إلى معالجة كافة البنود الواردة فيها، وخاصة ما يتعلق بموضوع البسطات بما فيها ظاهرة الصرافين الجوالين.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار