الحرية- إلهام عثمان:
النخالية الوردية من الحالات الجلدية الشائعة التي تؤثر على مجموعة واسعة من الأفراد، وعلى الرغم من كونها حالة غير معدية وبسيطة، فإن القدرة على التعرف على أعراضها وفهم أسبابها يمكن أن تكون مفيدة في تعزيز الوعي الصحي، ما يجعل من الضروري تسليط الضوء على هذا المرض ورفع مستوى الوعي حوله، بدءاً من أسبابها وأعراضها، وصولاً إلى طرق الوقاية منها والعناية بها.
أسبابها
الدكتورة نور إبراهيم اختصاصية الأمراض الجلدية بينت من خلال حديثها لصحيفة الحرية، أنّ النخالية الوردية، أو ما يعرف بـ”Pityriasis Rosea”، هو مرض جلدي حميد وغير معدٍ، يصيب بشكل رئيس الأطفال والشباب، وغالباً ما يظهر في فصلي الربيع والخريف، ورغم عدم وجود سبب مباشر أو محدد لظهور المرض، وتشير الدراسات إلى إمكانية ارتباطه بعدوى فيروسية قد تكون المسؤولة عن تنشيطه.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك عوامل بيئية تتعلق بتغيرات الطقس أو التعرض للإجهاد والتي تؤدي إلى تنشيط المرض، لافتة إلى أنها ليست معدية كما يظن البعض، ما يسهل من فهم طبيعتها واستخدام إستراتيجيات للتعامل معها.
أعراضها
وأوضحت الدكتورة إبراهيم أنّ النخالية الوردية تبدأ عادة بظهور بقعة حمراء على الجلد تعرف باسم “البقعة الأولية” أو “Herald Patch”، والتي غالباً ما تكون بيضاوية الشكل وتتراوح في حجمها بين 2-10 سم، تتواجد هذه البقعة بشكل شائع على منطقة الصدر أو البطن، ويلاحظ أن حوافها مغطاة بقشور رقيقة، وبعد فترة قصيرة من ظهور البقعة الأولية، تبدأ الأعراض الأخرى بالظهور، حيث يظهر طفح جلدي يتكون من بقع حمراء صغيرة، تتوزع بشكل متجانس، ما يشبه مظهر شجرة الكريسمس. وقد يرتبط هذا الطفح بحكة تتراوح من خفيفة إلى متوسطة، حيث يشعر المريض غالباً بعدم الراحة نتيجة للحكة.
مدة الشفاء والعلاج
وبحسب الدكتورة إبراهيم فإن النخالية الوردية لا تتطلب عادة علاجاً طبياً، حيث إنها تميل للاختفاء من تلقاء نفسها في غضون 6-8 أسابيع. ومع ذلك، إذا شعر المريض بحكة مفرطة، يمكن استخدام كريمات مهدئة مثل لوشن الكالامين أو كريمات كورتيزون خفيفة، و في حال كانت الحكة شديدة، يمكن أيضاً تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم تحت إشراف الطبيب المختص، مشيرة إلى أن الحالات التي تشفى من النخالية الوردية لا تترك أثراً على الجلد، وغالباً لا تعود مرة أخرى. إلّا أن هناك نسبة 2% من الأفراد قد يسجلون تكرار الإصابة بالنخالية الوردية في المستقبل.
وأضافت: تعد النخالية الوردية حالة جلدية شائعة وغير خطيرة، رغم أنها قد تتسبب في إزعاج بسيط بسبب الحكة، إلا أن وعي الأهل والمتخصصين حول أعراضها وتوجيههم لتجنب الهلع أمر ضروري، لافتة إلى أنه من المهم استشارة طبيب مختص في حال ظهور أي أعراض جديدة أو مقلقة لضمان التشخيص والعلاج الصحيحين.
نصائح وقائية
و ذكرت إبراهيم أنه من أجل تقليل فرص الإصابة بالنخالية الوردية، ينصح بالاهتمام بنظافة الجلد، وتجنب التعرض المفرط للحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى تعزيز المناعة من خلال نظام غذائي صحي، كما ينصح المتخصصون بمتابعة تطورات الأعراض والزيارة الدورية للطبيب المختص في حالة ظهور تغيرات غير متوقعة في الجلد.
وختمت: تعدّ النخالية الوردية جزءاً من مجموعة الاضطرابات الجلدية التي تستدعي اهتماماً خاصاً من أصحاب المهن الطبية لضمان توفير الرعاية المثلى للمرضى.