الحرية- علام العبد:
يصب القرار الذي أصدرته وزارة الاقتصاد والصناعة بمنع ذبح إناث عرق غنم العواس وطرح لحومها للبيع في صالح تنمية الثروة الحيوانية والحفاظ عليها لاسيما وأن أسواق المواشي تواجه اليوم تحديات كبيرة مثل نقص التنظيم والخدمات الصحية ما يستوجب تطوير البنية التحتية لضمان استدامة القطاع وتعزيز صادراته.
لقد شهد قطاع الثروة الحيوانية في سوريا بشكل عام تراجعاً ملحوظاً، ويعزا ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الحرب التي عاشها الشعب السوري على مدى الـ١٤ عاماً، وارتفاع أسعار الأعلاف، وتدهور المراعي الطبيعية، بالإضافة إلى تداعيات الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج.
لقد تسببت الحرب في سوريا بخسائر كبيرة للثروة الحيوانية، حيث أدت إلى نزوح المربين وتدمير المراعي وتهريب الأغنام إلى الأسواق المجاورة، كما أدى ارتفاع أسعار الأعلاف إلى صعوبة توفير الغذاء للحيوانات، ما دفع العديد من المربين إلى بيع قطعانهم أو ذبح الإناث ما يحد من التكاثر ناهيك عن تدهور المراعي الطبيعية بسبب الجفاف وندرة المياه، ما أثر على قدرة الأغنام على الحصول على الغذاء الطبيعي، وغياب الرقابة إلى ذبح أعداد كبيرة من الإناث، ما أثر على نمو القطعان.
كما لعبت الظروف الاقتصادية الصعبة دوراً في ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل عام، ما أثقل كاهل المربين وجعل تربية الأغنام غير مجدية لبعضهم، فاليوم العديد من المربين فقدوا مصادر دخلهم الرئيسية بسبب تراجع الثروة الحيوانية، الأمر الذي دفع العديد من المربين إلى الهجرة بحثاً عن مصادر رزق أخرى.
باختصار.. كل ما نحتاجه اليوم من أجل تنمية الثروة الحيوانية هو لملمة وترميم ما تبقى من هذه الثروة واستخدام تقنيات التهجين لتحسين سلالات الثروة أياً كانت وزيادة إنتاجيتها، وتوفير الرعاية البيطرية اللازمة لها، وتطعيمها ضد الأمراض، ما يقلل من معدلات النفوق ويزيد من الإنتاجية، وحماية الموارد الطبيعية، مثل المراعي والمياه، وتوفير بيئة صحية للأغنام، وتوفير الدعم المادي والفني لصغار المربين، وتدريبهم على أفضل الطرق في تربية الأغنام وغيرها من الثروة الحيوانية.
تنمية الثروة الحيوانية

Leave a Comment
Leave a Comment