الحريّة- ميليا اسبر:
توريد الغاز الأذري إلى سوريا عبر تركيا يشكل خطوة نوعية في مجال الطاقة والكهرباء، من حيث تخفيض تكاليف الإنتاج وتقليل الاعتماد على المولدات في كثير من المعامل والشركات ، إضافة إلى أنها فرصة هامة جداً لتشجيع المستثمرين العرب والأجانب من أجل الاستثمار في بلادنا.
تعاون إقليمي
الخبير الاقتصادي الدكتور علي محمد أكدّ في حديث لصحيفتنا ” الحريّة” أنّ نقل الغاز الأذري إلى سوريا يعكس تعاوناً إقليمياً في مجال الطاقة، وأيضاً في مجال مساعدة سوريا في المرحلة الحرجة التي تمر بها لافتاً إلى أن الغاز الأذربيجاني تنافسي وأسعاره جيدة حيث ينقل عبر أنابيب من أذربيجان إلى تركيا ومن ثم إلى أوربا .
د. محمد: يعكس تعاوناً إقليماً في مجال الطاقة
يبدأ بـ 3.4 ملايين متر مكعب
وأضاف د. محمد أن التوريد سوف يبدأ بـ 3.4 ملايين متر مكعب، وسترتفع إلى 6 ملايين م ٣ يومياً وبالتالي الاتفاقية أنّ النقل سيكون حوالي 1.2 مليار م٣ سنوياً، هو أمر هام جداً بالنسبة للواقع السوري لاسيما وأن الشح الذي نعانيه من الغاز في سوريا كبير، علماً أن محطات الكهرباء تعتمد بشكل أساسي على الغاز للتوليد، منوهاً أنّ المشكلة الأساسية في سوريا هي التوريد وليس في التوليد، كذلك هناك بعض محطات الكهرباء أو شركات التوزيع تحتاج إلى صيانة وإصلاحات وعدالة التوزيع، وتالياً توارد هذه الكميات من الغاز ستسهم بالدرجة الأولى في تحسين واقع القطاع الكهربائي في سوريا، والحديث اليوم يتم حول رفع التوليد الكهربائي سواء بالقطاع المنزلي أو الصناعي من أربع ساعات في اليوم إلى عشر ساعات، وهذه نقطة مهمة جداً تساعد على استقرار تحسن الواقع الكهربائي إلى حد ما في هذه القطاعات حيث إن التوليد سيكون بحدود بين 750 – 1200 ميغا .
تخفيض الاعتماد على المولدات
ولفت د. محمد أن توليد الكهرباء وزيادتها إلى هذا النحو سيؤدي إلى تخفيض الاعتماد على المولدات وغيرها، وتالياً سوف تنخفض المشتقات النفطية كالمازوت وصيانة المولدات ما يؤدي إلى تخفيض التكاليف على بعض المشروعات والمعامل، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون هناك تسعيرة جديدة للكهرباء لكن هذا رهن الأيام القادمة، مؤكداً أن توريد تيار كهربائي منتظم إلى معمل ما سوف يغنيه عن ساعات معينة من استقدام مولدات، وتالياً ستنخفض تكلفة الإنتاج سواء أكان في المعامل الصناعية كالحديد والأسمنت، أو حتى في المعامل الغذائية، كذلك الأمر في القطاع الزراعي كالري وحفر الآبار ونقل المياه من الآبار، كاشفاً أن كل ما تم ذكره أعلاه يشكل دفعة إيجابية للإنتاج بشكل عام في سوريا لأنه يؤدي إلى زيادة التوليد الكهربائي وتخفيض بعض المصاريف التشغيلية وكذلك توسع في العمل، وفي الانتاج وافتتاح مشاريع جديدة، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة وكل ذلك سوف يصب في مصلحة الإنتاج.
النقل سيكون بحدود 1.2 مليار م ٣ سنوياً
تشجيع الاستثمار الأجنبي
وأضاف: هذا الأمر سوف يلعب دوراً تشجيعاً أكبر للاستثمار الأجنبي في سوريا وربما كذلك للمستثمرين العرب وأيضاً السوريين المغتربين للاستثمار في البلاد لأن أهم بنود الاستثمار هو توفر موارد الطاقة، من هنا نقول إن توفر الغاز حالياً وقدرته على توليد الكهرباء لحوالي عشر ساعات سوف يعطي انطباعاً جيداً ويزيد من جاذبية الاستثمار في سوريا.
وختم د. محمد بالقول: إن هذا الاتفاقية تعطي نظرة إيجابية للمستثمر الأجنبي بأن هناك بعض الدول تسعى إلى الاستقرار في سوريا مثل قطر وتركيا وأذربيجان، وتالياً هذا عامل هام للاستثمار والاقتصاد بشكل عام.