الحرية – علي شاهر أحمد:
أرخت الظروف المعيشية بظلالها على سوق العمل، ولجأ الكثير من الشباب من حملة الشهادات العلمية إلى تعديل في رغبات العمل، فمنهم من افتتح محال “سمانة – حلاقة – كومجي ..إلخ”، وحققوا نجاحاً بالعمل، إذ بات لديهم مصدر للدخل يسد احتياجات أسرهم المعيشية، وكان لتوفر السلع في السوق بأسعار رخيصة بعد انتصار الثورة السورية دور مهم في تحقيق هذا النجاح بالعمل.
يبين المهندس علاء مالك سليمان لصحيفة الحرية أن أغلب خريجي الجامعات بمختلف اختصاصاتهم كانوا ينتظرون سنوات ليتم تعيينهم لدى الجهات العامة، وهذا نمّى توجهاً بالمجتمع يعتمد الاتكالية في العمل على الوظيفة في القطاع العام، أما اليوم فقد حصل خروج عن هذا التوجه باتجاه البحث عن فرص عمل عن طريق السفر أو الانخراط في أعمال خارج اختصاصاتهم الدراسية، واستطاع بعض هؤلاء تحقيق النجاح في عملهم.
وأوضح سليمان أنه خريج هندسة ميكانيكية، كان يعمل في معمل لصناعة الزيوت النباتية، وكان عمله جيداً وبراتب مقبول، لكنه انقطع عن العمل بسبب ارتفاع أجور النقل إلى حدود تقارب دخله الشهري، فلجأ إلى افتتاح محل لبيع “الإكسسوارات” وعيّن سيدة للعمل في المحل، لافتاً إلى أن المحل يوفر له دخلاً يسد احتياجه المعيشي ريثما تتحسن الأوضاع الاقتصادية ليعود إلى العمل باختصاصه العلمي.
بدوره، أكد محمود العلي صاحب “سوبر ماركت”، أن المحل يوفر له دخلاً مالياً أفضل بكثير من دخل العمل الوظيفي لدى القطاع العام أو الخاص، لافتاً إلى أنه لم يتقدم بأي طلب للعمل لدى هذه الجهات، علماً أنه يحمل شهادة ثانوية صناعية، و ذلك بسبب انخفاض أجور الوظيفة.
و أشار العلي إلى أن العمل الحر وفّر له حرية واسعة في مجال العمل، فهو يمتلك قرار تحديد أوقات الدوام وبما يتناسب مع مصلحة عمله المرتبط بنوعية النشاط الاقتصادي في المنطقة.
من جانبه، أكد الخبير التنموي أكرم عفيف أن الظروف المعيشية دفعت جيل الشباب باتجاه العمل الحر و فتح محال تجارية، وساهم توفّر ورخص السلع في نجاحهم، لكن الناس ليست لديهم سيولة مالية كافية في الوقت الحالي.
وأمل عفيف أن تكون الأيام القادمة أفضل، لأنه من المتوقع أن تضخ سيولة نقدية في السوق وهناك وعود بزيادة الرواتب، وهذا سيزيد القدرة الشرائية للمواطنين، و بالتالي تتحسن الحركة التجارية والإنتاجية.