ثقافة النظافة مكتسبة وليست بالوراثة.. الزعبي : حملات النظافة المجتمعية بالأحياء والمدارس تساهم في نشرها

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – ياسر النعسان:

ثقافة النظافة، يبدو أنها ليست لدى كل الناس، وخير دليل على ذلك ما نشاهده من مناظر يندى لها الجبين حول حاويات القمامة المنتشرة بالأحياء والأزقة، سواء بالمدن أو بالأرياف.
البعض يعزو ذلك لـ«نابشي» القمامة بحثاً عن قطع البلاستيك وغيرها، لكن ما نراه من إلقاء أكياس القمامة من قبل الأهالي بجانب الحاويات أو حتى بعيداً عنها، لا يبرئ الناس من انعدام ثقافة النظافة لدى بعضهم، وعند تكدس القمامة، فإن الأهالي، وحتى الفوضويين منهم، يتهمون البلديات وعمال النظافة بالتقصير، وهذا ما رأيته بأم عيني عندما جمع أحد عمال النظافة القمامة التي بالطريق الموازي لموقف الغواص، قام بإلقائها في مسار الباص المحاذي للطريق بدلاً من وضعها في حاوية القمامة.
نحن نحاول تبرئة عمال النظافة من التقصير هنا وهناك لأسباب عديدة، منها بشرية ومنها تعطل معدات وآلات النظافة، إلا أن من تنعدم لديهم ثقافة النظافة تدار عليهم أصابع الاتهام، وهذا واقع لا يمكننا أن نهرب منه.

ثقافة النظافة مكتسبة

الحرية التقت مع عدد من الأهالي، استطلعت آراءهم حول ثقافة النظافة وأهميتها، حيث كانت البداية عند عدنان الدهمان، الذي أشار إلى أن ثقافة النظافة لا تولد مع الإنسان، بل هي مكتسبة من الأهل والجيران منذ الطفولة، وهذا ما أكده حسن مسالمة، الذي أضاف إن ثقافة النظافة تتطلب من الأهل أن يراقبوا أطفالهم عند رميهم أكياس القمامة بالحاوية حصراً بعد توجيههم المسبق لذلك.

دروس بثقافة النظافة

هيفاء غبرة أشارت إلى أنها حريصة كل الحرص على أن تلقي أكياس القمامة في الحاويات، حتى لو وجدت الأكياس مكدسة جانب الحاويات، لتعطي دروساً بالنظافة للمارة بطريقة غير مباشرة، وهذا ما أكده زياد حداد، الذي أضاف إن ثقافة بعض الناس المعدومة، مع كل أسف، بثقافة النظافة تجعلهم يخجلون من إلقاء أكياس قمامتهم في الحاويات، لدرجة أن البعض منهم وصل معه الحال لإلقاء قمامته في مدخل البناية خلسة عن الجوار.

ضعف تطبيق القانون

وبين حامد سالم أن عدم فرض تطبيق قوانين النظافة يجعل البعض بعيداً عن ثقافة النظافة، وأن يستهتروا بهذا الأمر، وأن يلقوا قمامتهم أينما كان، لافتاً إلى أن تطبيق قوانين النظافة بشكل صارم دفع أبناء البلدان المتقدمة لاحترام النظافة وقوانينها، لدرجة أن ثقافة النظافة تطورت وارتقت عندهم بشكل لافت، وهذا ما أكدته نسرين مسلم التي أضافت إن أحدنا، حتى لو أنه لا يمتلك ثقافة النظافة، عندما يسافر لإحدى الدول المتقدمة، تجده يلتزم بقوانين النظافة خوفاً من العقوبة، لأنه لا يوجد أي تساهل أو تهاون بهذا الشأن.

رفع مستوى ثقافة النظافة

وللاطلاع على رأي علم الاجتماع بأهمية نشر ثقافة النظافة بين أفراد المجتمع وفرضها على المهملين بهذا الجانب، التقت «الحرية» بالأخصائية الاجتماعية رهف الزعبي، التي أوضحت من جهتها أنها ترى أولاً أنه يجب زيادة عدد عمال النظافة والمراقبين على النظافة ليفوا بالحاجة الفعلية للأحياء والمدن والبلدات، وهذا لا يبرئ من ليس لديهم ثقافة النظافة، الذين تقع مسؤولية رفع ثقافة النظافة لديهم على أنفسهم أولاً، وعلى المجتمع والبلديات ثانياً، وذلك من خلال تفعيل المبادرات المجتمعية التي تساهم في دعم عمال النظافة بالمحافظة على نظافة الأحياء، وليساهم في ذلك كل أفراد المجتمع رجالاً ونساءً «أطفالاً وشباباً ورجالاً، وحتى كبار السن» ممن يستطيعون العمل، من هنا نرفع سوية ثقافة النظافة في المجتمع، وكذلك إقامة تلك الحملات في المدارس للمحافظة على نظافتها، ولنشر الوعي بثقافة النظافة بين الطلاب والتلاميذ، إضافة لدور الوالدين في تثقيف أبنائهم بأهمية النظافة والمحافظة عليها.
ولفتت الزعبي إلى أنه لا بد أيضاً من سن قوانين وغرامات صارمة بحق من تسوّل له نفسه بالإساءة للنظافة، أو بالإهمال في هذا الجانب، مع التشديد والإصرار على تطبيق تلك القوانين والغرامات حتى لا تبقى حبيسة الأدراج، وحتى لا يبقى واقع النظافة على ما هو عليه من سوء، وهذا ما هو موجود ومطبق بالدول المتقدمة التي تنعم بسبب تلك القوانين والغرامات، وبسبب رفع سوية ثقافة النظافة لدى شعوبها بنعمة النظافة.
وأخيراً، أضافت الزعبي لا بد أيضاً من نشر صور ولافتات تحث على ثقافة النظافة، والمحافظة على نظافة البلد، إضافةً لإقامة ندوات تثقيفية وتعريفية بثقافة النظافة.

Leave a Comment
آخر الأخبار