ثلاث زيارات أمريكية في 20 يوماً.. الرئيس الشرع يلتقي وفد الكونغرس.. ماذا في التفاصيل؟

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

تتكثف الزيارات الأمريكية لسوريا، خصوصاً في هذا الشهر الذي شهد حتى الآن ثلاث زيارات، علماً أنه لم ينقضِ بعد، حيث تبقّى منه عشرة أيام قد تشهد مزيداً من الزيارات في ظل حراك إقليمي دولي حول سوريا في هذه المرحلة ما بعد أحداث السويداء، من جهة.. ومن جهة ثانية تصعيد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ممارساتها الانفصالية في انتهاك صريح ومباشر لتعهداتها في إطار اتفاق 10 آذار مع الدولة السورية.
الزيارة الأمريكية الثالثة لسوريا كانت يوم أمس، حيث استقبل الرئيس أحمد الشرع وفداً من أعضاء مجلسي الكونغرس الأمريكي (الشيوخ والنواب) بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الداخلية أنس خطاب.

تسجل الزيارة حضوراً مهماً ضمن سلسلة الزيارات الأمريكية لسوريا باعتبار أن الوفد الأمريكي يضم

وضم الوفد عضو مجلس الشيوخ السيناتور ماركوين ملن، والسيناتورة جوني إيرنست، إلى جانب عضوي مجلس النواب جيسين سميث وجيمي بانيتا.
ورغم أن لا تفاصيل كثيرة حول مجريات الزيارة واللقاء، إلا أنهما بلا شك يسجلان حضوراً مهماً على الساحة السورية، وكذلك ضمن سلسلة الزيارات الأمريكية إلى سوريا، باعتبار أنها تضم مشرّعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يشغلون مواقع حساسة في لجان مجلسي الشيوخ والنواب.
إلى جانب ذلك فإن هذه الزيارة تصنف في سياق نجاح جديد للدبلوماسية السورية التي تتركز على تعزيز التواصل والحوار مع الشركات الدوليين.

مشرّعين جمهوريين وديمقراطيين يشغلون مواقع حساسة في لجان الكونغرس

وغير خاف على أحد أهمية مشرّعي الكونغرس في إطار استكمال مسار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، خصوصاً لناحية رفع عقوبات قانون قيصر، حيث إن الكونغرس يبدو متردداً نوعاً ما في رفعه كلياً، رغم أنه يبدي بالعموم تفهماً وتعاوناً ومرونة، لذلك فإن هذه الزيارات مهمة لناحية تكوين رؤية أفضل وأوسع عن سوريا وعن جهود الدولة في سبيل تحقيق الاستقرار والأمن، وما تواجهه من تحديات ومخاطر خصوصاً الاعتداءات والتدخلات الإسرائيلية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقع في 30 حزيران الماضي، أمراً تنفيذياً لإنهاء العقوبات على سورية، من بينها عقوبات مفروضة منذ 1979. ولم يُسقِط ترامب قانون قيصر الذي أقرّه الكونغرس 2019، إذ لا يمكن لرئيس أمريكي تعديل قانون صادر عن الكونغرس أو تعليقه. وخفّفت الولايات المتحدة العقوبات عن سورية لمنحها «فرصة لتُصبح دولة مستقرة تنعم بالسلام» وفق ما صرّح ترامب غير مرة.
وكان وفد أمريكي زار دمشق في 5 آب الجاري لإعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم في دمشق، حيث قالت السفارة الأمريكية حينها: «إن وفداً مشتركاً بين الوكالات الأمريكية برئاسة رئيس منصة سورية الإقليمية، نيكولاس غرانجر، أجرى زيارة إلى سورية، ناقش خلالها قضايا اقتصادية وتوسيع التعاون الأمني وإعادة تأسيس وجود دبلوماسي دائم في دمشق». وذكرت السفارة أن الوفد الأمريكي أجرى مناقشات فنية مع نظرائه السوريين، حول قضايا تتراوح بين إصلاحات القطاع المالي والفرص الاقتصادية، وبحث مسألة العثور على «أمريكيين مفقودين» وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتوسيع التعاون الأمني. وفي 10 آب الجاري زار عضو مجلس النواب الأمريكي إبراهيم حمادة (من أصول سورية) دمشق حيث أجرى محادثات مع الرئيس الشرع والوزير الشيباني تركزت على قضايا أمنية وإنسانية. كما عقد لقاء آخر مع وزير المالية محمد يسر برنيه.
وكان النائب حمادة وصف زيارته لسوريا والتي استمرت 6 ساعات بأنها «خطوة تاريخية» تضمنت مباحثات مهمة، هدفها إنشاء قناة تواصل بين أعضاء الكونغرس الأمريكي والحكومة السورية، في سبيل متابعة الأجندة التي أعلن عنها ترامب بشأن سوريا خلال زيارته للسعودية ولقائه الرئيس الشرع في 14 أيار الماضي.

غير خاف على أحد أهمية مشرّعي الكونغرس لاستكمال مسار رفع العقوبات خصوصاً قانون قيصر لذلك فإن هذه الزيارة مهمة لناحية تكوين رؤية أفضل وأوسع حول جهود الدولة لتحقيق الاستقرار والأمن وما تواجهه من تحديات ومخاطر

ويبدو أن هذه القناة المفتوحة قادت في زمن قياسي (9 أيام بعدها) إلى زيارة وفد الكونغرس الأمريكي أمس الثلاثاء إلى دمشق للاحتفاظ بزخم المباحثات والحراك الدبلوماسي والإنساني حول سوريا.

يضاف إلى هذه الزيارات زيارات المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك المكوكية إلى سوريا (ودول أخرى في المنطقة) في سياق نشاط أمريكي مكثف حول سوريا. وكان باراك شارك يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي في اجتماع ثلاثي في العاصمة الأردنية عمان، إلى جانب الوزير الشيباني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حيث صدر عن الاجتماع بيان جدد التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها، واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها.

هدف الزيارات الأمريكية الحفاظ على القنوات المفتوحة في سبيل متابعة الأجندة التي أعلن عنها ترامب بشأن سوريا خلال زيارته للسعودية ولقائه الرئيس الشرع في 14 أيار الماضي.

يشار إلى أن زيارة وفد الكونغرس الأمريكي أمس تأتي غداة كلمة مهمة للرئيس الشرع حول ما تشهده سوريا من أحداث في هذه المرحلة، سواء ما يتعلق بالسويداء والتدخلات الإسرائيلية، وسواء ما يتعلق بملف قسد ومسار العلاقات والتفاوض بينها وبين الدولة السورية.
جاءت كلمة الشرع مساء السبت/الأحد، خلال جلسة حوارية بحضور عدد من الوزراء، مع أكاديميين وسياسيين وأعضاء من النقابات المهنية والوجهاء في محافظة إدلب، حيث أكد على وحدة الأراضي السورية، مستبعداً سيناريو التقسيم، قائلاً: إن «من يطالب بالتقسيم في سوريا عنده جهل سياسي، وحالم، كثير من الأحيان الأفكار الحالمة تودي بأصحابها إلى الانتحار».
وأضاف: لا أرى أنّ سوريا فيها مخاطر تقسيم، فيها رغبات عند بعض الناس لعملية تقسيم سوريا، محاولة إنشاء كانتونات محلية وداخلية، لكن منطقياً وسياسياً هذا الأمر مستحيل أن يحدث.

Leave a Comment
آخر الأخبار