تلّة يسكنها الأعداء.. رؤية في قصاصات فدوى العبود السردية

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- محمد خالد الخضر:

في المجموعة القصصية “تلّة يسكنها الأعداء” للأديبة فدوى العبود عدد من القصص المتنوعة التي ابتعدت تماماً عن ظاهرة التقليد في تكوين القصة التي تعتمد على المقدمة والسرد والخاتمة.. فجاءت بتلك المكونات وطرحت من خلالها مواضيع مختلفة استطاعت أن تصل بما تحب أن تقصده وتنشط آراء جديدة في السرد القصصي من دون أن تتخلى عن المعاني والأسس التي تكونت من خلالها القصة عبر الزمن.

وفي المجموعة من خلال قصة ما يسببه التبرير التي عالجت من خلالها حالات نفسية تدفع بعض الفتيات إلى الهروب من أعمالهن خلال التبرير الذي تنقلب فيه الحقائق وتظهر نتائج سلبية وإيجابية من خلال الحقيقة وعكس الحقيقة لتقدم منهجاً ثقافياً عبر التشويق المتحول من البداية إلى خاتمة تترك أثراً في نفس القارئ.

وإن كانت من خلال سرد وجود في زمن الخطأ حركت الأبطال بوصف تحليلي لكنها في قصة زيارة استخدمت الأنا التي جعلت البطلة تتكلم في أغلب الأحداث عما رأته وحللته إضافة إلى مخاطبتها لذاتها من خلال حركة العجوز ولور والحارس أبطال القصة وجعل الاستطراد السردي داعماً لإثارة التشويق في حركة الأحداث.

وفي قصتها كيف تسير الأمور تشير إلى إيجابيات اجتماعية وأيضاً سلبيات تركز على توصيفها فتجمع من خلال دخول الموظفة إلى دائرة المدير من دون استئذان بين الجد والسخرية ثم تنطلق إلى أحداث أخرى من خلال الوالدة والأولاد وتجعل القصة مرتبطة بهدف واحد مهما تعددت الأحداث.

ونجد في بعض قصصها مثل قصاصات منتهية الصلاحية والبداية تميل نحو الأرض، ابتكارات وإبداعات في العناوين التي تدفع إلى البحث والمتابعة بمعرفة ما يجري من خلال طرح الأفكار الجديدة والأحداث القادمة وهي تتجه إلى نهايات مشوقة.

وتحرص المؤلفة على طرح الأفكار التي لم تطرح من قبل كما هو في قصة حديقة الألعاب وحين أضعت طريق البيت وبقية قصص المجموعة وتحريك الأشخاص بأساليب جديدة وأماكن ملائمة للأحداث إضافة إلى رؤى فلسفية تطرحها بين الحين والآخر لتنشيط الواقع الثقافي من خلال القصص والتحريض على الثقافة والبحث عنها من خلال معطياتها فتذكر الأجناس الأدبية والثقافية في الحوارات وتسعى لأن تقدم قصاً جديداً بأسلوب مبتكر.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار