الحرية- سراب علي:
احتلت جامعة اللاذقية المرتبة 4237 عالمياً من أصل 31,870 جامعة مصنفة، وحازت على المرتبة 2185 آسيوياً، حسب تصنيف الويب أو “ويبوميتركس للعام الحالي
وهو أكبر تصنيف أكاديمي لمؤسسات التعليم العالي، ، يهدف إلى تقديم معلومات موثوقة ومتعددة الأبعاد ومحدثة حول أداء الجامعات في جميع أنحاء العالم.
ويشكل هذا التصنيف مؤشراً مهماً على نهج التطوير المستمر الذي تتبعه الجامعة، من خلال تعزيز البنية البحثية، ودعم الكادر الأكاديمي، والانفتاح على معايير الاعتماد والجودة العالمية، ما يعكس تقدّماً ملحوظاً في مؤشرات الأداء البحثي والأكاديمي على مستوى الإقليم والعالم.
الحفاظ على موقعها
إذ أكّد رئيس جامعة اللاذقية الدكتور إياد فحصة أن الحفاظ على موقع الجامعة في التصنيفات الدولية يتطلب السعي الحثيث نحو الاعتماد العالمي الأكاديمي، مشيراً إلى أن الجامعة حصلت مؤخراً على تصنيف ماتريكس، حيث جاءت في المرتبة الثانية على مستوى سوريا بعد جامعة دمشق، بينما كان ترتيبها ضمن هذا التصنيف 4237 عالمياً.
وأوضح الدكتور فحصة في تصريحه لصحيفتنا “الحرية “أن هذه التصنيفات تعتمد على ركائز أساسية، أهمها: البنية التحتية والمخابر، توفر الكادر التدريسي المؤهل، النشر العلمي الداخلي والخارجي، ومعدل الوصول والزيارات إلى المواقع الرسمية.
وأضاف: أن من أبرز نقاط قوة الجامعة هو تمركز كلياتها ومرافقها ضمن بقعة جغرافية واحدة، ما يسهل الاستخدام المتكامل للبنية التحتية بدءاً من القاعات الدراسية والمخابر وصولاً إلى المراكز البحثية، مشيراً إلى الدور الإيجابي الذي تؤديه مجلة الجامعة في دعم التصنيف من خلال نشر الأبحاث وتحفيز الإنتاج العلمي.
خطوات ملموسة
وكشف رئيس الجامعة عن خطوات ملموسة تم اتخاذها لتعزيز النشر الخارجي، منها تشجيع ترجمة الأبحاث العربية إلى الإنكليزية لزيادة الاقتباسات العلمية، وتحفيز الأساتذة الجدد الذين أظهروا ديناميكية عالية في النشر الدولي.
مؤكداً أنّ الجامعة لا تتبع سياسة الشراء والبيع في النشر، بل تعتمد مبدأ الاستثمار المعرفي والاستخدام الصحيح للمنصات، مشيراً إلى أن هناك مقترحاً من قبل مديرية البحث العلمي لتحمّل تكاليف النشر الخارجي للباحث مستقبلاً ، مشيراً إلى أنه تم منذ شهر إنشاء مديرية خاصة للذكاء الاصطناعي والنشر الخارجي ضمن مكتب الجودة الاعتمادية بهدف تأهيل الأساتذة الجدد ومواكبة التطورات العالمية، إلى جانب مركز متخصص في الروبوت والابتكار التقني.
لا يزال تحدياً
وفيما يخص الاعتمادية الدولية، أوضح أن التمويل لا يزال يشكل تحدياً، حيث تعتمد بعض البرامج على دعم من خريجي الجامعة في الخارج، كما حدث في اعتماد كلية الطب البشري بتمويل من خريجين في الولايات المتحدة. لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية تحريك الميزانية قريباً، ولا سيما أن الجامعة لديها حسابات بالدولار، ما سيسهّل التمويل الخارجي.
وختم رئيس الجامعة تصريحه بالتأكيد على أن الجامعة تتجه نحو مأسسة العمل الأكاديمي، بهدف بناء نظام تعليمي مستدام يواكب متطلبات العصر، مشيراً إلى تحديثات جارية في عدد من المديريات وخصوصاً الذكاء الاصطناعي والنشر العلمي.
٢٠ مجلة
بدوره أوضح مدير مديرية البحث العلمي في الجامعة الدكتور عمر الخليل أن دخول جامعة اللاذقية في تصنيف webometrics يعكس جهوداً متواصلة لتطوير البحث العلمي والنشر الأكاديمي في الجامعة، إذ إن هذا التصنيف لا يُبنى فقط على عدد الأبحاث بل على نوعيتها، ومدى انتشارها وتأثيرها ضمن الأوساط العلمية العالمية.
مشيراً إلى وجود ما يقارب 20 جامعة، ولكل منها ما يقارب 20 مجلة علمية، لكنها لا تحظى جميعها بالتأثير نفسه, فالبحث المصنف عالمياً هو ذلك الذي يُنشر في مجلة معترف بها دولياً ، وتُضاف إلى قاعدة بيانات تتيح للباحثين حول العالم الاستشهاد بها.
التحكيم الصارم
وأكد الدكتور الخليل أنّ نسبة الاقتباس من بحث معين تُعد من المؤشرات المهمة في تقييم البحث العلمي، أي أنه كلما زادت نسبة الاستشهاد أو الاقتباس من بحث نُشر في مجلة مصنفة، خصوصاً من جهات علمية رصينة، كلما ارتفعت القيمة العلمية لذلك البحث، ما ينعكس بدوره على سمعة الجامعة في التصنيفات العالمية.
وأضاف: لدينا في جامعة اللاذقية وفي الجامعات السورية العريقة مجلات وهذه المجلات تطبق قواعد التحكيم الصارم ( التحكيم الثنائي ) ويكون تحكيم الأبحاث بشكل دقيق من قبل محكمين مختصين ومؤهلين ولكن تكمن المشكلة في أن معظم أبحاثنا تنشر باللغة العربية، بالتالي فإن الاقتباس منها أو الاستشهاد من قبل باحثين موجودين في الخارج غير ناطقة باللغة العربية قليل.
وأضاف: نحن بحاجة إلى تعاون إذ إن الخطط و الأفكار موجودة ونحتاج دعماً مادياً من الجامعة وتشجيع الباحثين لأنه من دونهم لا يمكن أن يتم أي بحث علمي وتحفيزهم يكون من خلال المكافآت المادية على البحث الذي يتم إنجازه ، ولدينا في جامعة اللاذقية وفي جميع الجامعات السورية مستوى من العقول المبدعة التي يمكن أن تقدم الشيء المفيد والمهم
وأكد د. الخليل استمرار العمل على دعم النشر العلمي الرصين، وتحفيز الباحثين على النشر في مجلات عالمية مصنفة. عدّ أن دخول جامعة اللاذقية في هذا التصنيف العالمي هو خطوة مهمة نحو مزيد من التقدم في مجال البحث العلمي.