الحريةـ أنطوان بصمه جي :
نظّمت مديرية شؤون الشباب- فرع حلب بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية IYD اليوم الثلاثاء جلسة حوارية تفاعلية تحت عنوان “التطوع صانع التغيير”، قدمها الدكتور محمد جندلي بمشاركة عشرات الشباب والمهتمين بالعمل التطوعي والمجتمعي وذلك على مدرج الشؤون السياسية بحي الجميلية.
وهدفت الجلسة إلى تسليط الضوء على أهمية التطوع كأداة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة وبناء المجتمعات، مع استعراض تجارب ناجحة وتحديات واقع العمل التطوعي في ظل الأزمات.
التطوع وأثره في بناء المجتمعات
استعرض الدكتور جندلي الدور التاريخي والاجتماعي للتطوع، مؤكداً أن المبادرات التطوعية تشكل ركيزةً لتقوية النسيج المجتمعي، خاصة في المناطق المتأثرة بالأزمات كحلب. وأشار إلى أن العمل التطوعي لا يقتصر على الجانب الإغاثي، بل يشمل مجالات التعليم، والصحة، وتمكين الشباب، وحماية البيئة.
التحديات والمعوقات
ناقش المشاركون الصعوبات التي تواجه المتطوعين، مثل نقص الدعم المادي واللوجستي، وضعف التنسيق بين الفاعلين في الميدان، إضافة إلى التحديات النفسية الناتجة عن العمل في بيئات معقدة. وطالبوا بإنشاء منصات تنسيقية تجمع الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية لتعظيم الأثر.
قصص نجاح محلية
وخلال الجلسة تم استعراض نماذج لمبادرات شبابية حلبية أثرت إيجابياً في المجتمع، مثل حملات تنظيف الأحياء، ومشاريع دعم الأسر المتضررة، وبرامج تعليم الأطفال في المناطق النائية. فقد أكد الدكتور جندلي أن هذه النماذج تثبت قدرة الشباب على قيادة التغيير رغم الإمكانات المحدودة.
دور المؤسسات في دعم التطوع
شددت الجلسة على ضرورة تبني المؤسسات الحكومية والأهلية سياسات واضحة لدعم المتطوعين، عبر توفير التدريب اللازم، والتأمين الصحي أثناء العمل الميداني، وتكريم المبادرات المتميزة.
كما اقترح الحضور إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية لتسهيل انضمام الراغبين في التطوع.
رؤية مستقبلية
اختتمت الجلسة بتوصيات أهمها تعزيز ثقافة التطوع منذ المراحل التعليمية المبكرة، وإدراج مفاهيم العمل التطوعي في المناهج الدراسية، وإطلاق حملات توعوية لإبراز نجاحات المتطوعين وتحفيز الآخرين على الانخراط.
يذكر بأن الجلسة شهدت نقاشاً ثرياً، حيث طرح الشباب أسئلة حول آليات تحويل الأفكار إلى مبادرات ملموسة، وكيفية التعامل مع المخاطر المحتملة خلال العمل الميداني.
كما شارك عدد منهم بتجاربهم الشخصية، ما أضاء على واقع التطوع من زوايا متعددة.
في حين أوضح الدكتور جندلي إلى أن التطوع هو لغة الإنسانية التي تتخطى كل الحواجز، وأن كل مبادرة صغيرة تُحدث فرقاً، وعلينا أن نؤمن بأن التغيير يبدأ بخطوة.
وقبل الختام خرجت الجلسة بتوصيات عملية ستحرص مديرية شؤون الشباب على دراستها بالتعاون مع الجهات المعنية، فيما أعلنت عن خطة لتنظيم سلسلة ورشات تدريبية لتأهيل المتطوعين في المجالات المختلفة.
تصوير- صهيب عمراية