الحرية-متابعة أمين الدريوسي:
شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا مداخلات متعددة من ممثلي الدول الأعضاء، عكست تحولاً لافتاً في المواقف الدولية تجاه الملف السوري، حيث برزت دعوات متزايدة لدعم العملية السياسية، تخفيف العقوبات، تعزيز المساعدات الإنسانية، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
موقف الولايات المتحدة
المندوب الأمريكي مايك والتز افتتح الجلسة بتأكيد دعم بلاده لجهود سوريا في تعزيز علاقاتها الإقليمية، مشيداً باغتنامها فرصة قرار الرئيس دونالد ترامب برفع العقوبات.
ودعا مجلس الأمن إلى دعم الجهود لتخفيف العقوبات الأممية لضمان رفاهية الشعب السوري ومنح سوريا فرصة حقيقية لتحقيق التنمية المنشودة.
كما أكد والتز استمرار التعاون بين واشنطن ودمشق لمنع عودة الإرهاب وتنظيم “داعش”، ودعم عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى وطنهم، وأثنى على تعاون الحكومة السورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مرحباً بجهود السعودية وقطر والأردن وتركيا في دعم العملية السياسية.
العملية السياسية والانتخابات
نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، نجاة رشدي، أشادت بانتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي جرت في “بيئة سليمة ومنظمة” كما وصفتها، معتبرةً إياها خطوة مهمة في المرحلة الانتقالية. كما رحب ممثلو بريطانيا، فرنسا، كوريا، باكستان، وسلوفينيا بهذه الانتخابات، مؤكدين أنها تعكس التعددية السياسية وتمنح الأمل في تمثيل شامل لكل مكونات الشعب السوري.
رفع العقوبات ودعم التعافي
كما أجمعت مداخلات مندوبي روسيا، باكستان، بنما، كوريا، الولايات المتحدة، والجزائر على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، لما لها من أثر سلبي على جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة.
وأكد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أن العقوبات تعرقل التعافي، مشيراً إلى استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع سوريا في مجالات الطاقة والثقافة والصحة والتعليم.
المساعدات الإنسانية
المندوب الفرنسي جيروم بونافو دعا إلى إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، فيما شددت مندوبة اليونان على أهمية تقديم دعم إضافي لتغطية الاحتياجات الإنسانية وجهود إعادة الإعمار، كما أشار مندوب الجزائر إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا ممولة بنسبة 19% فقط، وهو ما وصفه بأنه “غير مقبول”، مطالباً المانحين بالوفاء بوعودهم.
رفض الاعتداءات الإسرائيلية
وقد برزت مواقف واضحة من مندوبي الجزائر، روسيا، باكستان، كوريا، وتركيا في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، واعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وطالبوا بوقف هذه العمليات فوراً، مؤكدين أن الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن السلام لا يمكن أن يتحقق دون احترام السيادة السورية.
دعم السيادة ووحدة الأراضي
وأكدت غالبية المداخلات، على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية، ودعم جهود الحكومة السورية في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
لقد جاءت جلسة مجلس الأمن لتؤكد على بداية مرحلة جديدة من الانخراط الدولي في دعم سوريا، حيث تلاقت المواقف حول ضرورة رفع العقوبات، دعم العملية السياسية، تعزيز المساعدات الإنسانية، ورفض الاعتداءات الخارجية، في مشهد يعكس توافقاً دولياً متزايداً على احترام سيادة سوريا وتمكينها من التعافي.