الحرية- محمد فرحة:
قد يبدو رقم /٤١/ جمعية وكياناً في مدينة مصياف وحدها رقماً لافتاً للنظر، فثمة أسئلة يطرحها القارئ تحتاج إلى جواب مؤدى أهم هذه الأسئلة، ما الدور الذي تقوم به بعض هذه الجمعيات، وكيف تثبت حضورها على أرض الواقع وما أثرها الطيب اجتماعياً من خلال خدماتها الإنسانية، أم البعض منها للوجاهة والبحث علاقات عامة؟
نحن هنا لسنا في صدَّد تقييم هذه الجمعيات بعددها الكبير، رغم أنه عمل مبارك فيما لو تجلى أي عملها بشكل مؤثر اجتماعياً، ووفقاً لذلك، فالأعمال الخيرية مباركة حين تتجلى في تقديم المساعدة للمحتاجين وتتبنى وترعى الأيتام والمرضى والعجزة والمحتاجين وتقيم مشروعات خيرية تنموية، بغض النظر لفئة دون سواها..
أسئلة كثيرة كانت ضمن حوار طويل مع رئيس جمعية أهل الأرض في مدينة مصياف، علي ديوب بحضور عدد كبير من المتطوعين في الجمعية وغير المتطوعين في جامع الصادق وهذه أهم تفاصيل ما جاء في سياق ذلك الحوار..
عمل الخير هدفنا الأول
مما قدمه رئيس جمعية أهل الأرض علي ديوب، وهو شاب بالثلاثينات من عمره، بأنه يبغي من عمله وتطوعه و٦٧ متطوعاً آخر معه، هو تقديم الأعمال الخيرية للمحتاجين زد على ذلك القيام بأعمال تحفيزية اجتماعية تتعلق بالشأن العام كحملات النظافة للمدينة وحتى المدارس منها وإصلاح وتأهيل العديد منها، بما يليق بالعمل التربوي والتعليمي، حيث قامت جمعية أهل الأرض بذلك لعدة مدارس في مدينة مصياف وأصبحت هذه المدارس في غاية التجدد والجمال.
صحيفة “الحرية” تقاطعه وتسأل: من أين تأتيكم المساعدات الإنسانية ولا سيما أن هذه الأعمال مكلفة وتحتاج إلى موازنة كبيرة وخبرات وجهد؟
يجيب رئيس الجمعية: هناك تبرعات من أهل الخير داخل وخارج البلد، زد على ذلك نتعاون ونتواصل مع منظمات إنسانية خارج البلد وهي جادة في تقديم العون والمساعدات الإنسانية لنا، عندما يتعلق العمل والمشروع إلى المسألة المادية.
كاشفاً بأن الجمعية اليوم تتبنى خمسة عشر يتيماً، وترعى بعضهم من الطفولة وحتى سن الشباب، وتوفر لهم الرعاية الصحية والتعليمية من الابتدائي وحتى الجامعة وكل ذلك موجود لدينا في سجلات وموثق وبشكل رسمي، وقانوني ندوّن فيها ما يأتينا وكيف يتم إنفاقه ولمن؟
حملات مؤثرة
وتطرق رئيس الجمعية وعدد من المتطوعين إلى أنهم بصدَّد إقامة مشروعات تنموية هادفة من شأنها أن تقدم فرص عمل ترجع عائداتها أيضاً للجمعية “لنوسع دورنا ونجعله أكثر تأثيراً وحضوراً في المجتمع”، فلا يكفي أن تمر من هنا أو هناك.. المهم أن تترك أثراً طيباً فيه الفائدة للمجتمع ومحيطك الإنساني الوجداني، وهذا ما يسعى إليه كل المتطوعين من شباب وبنات والبالغ عددهم ٦٧ متطوعاً ومتطوعة.
وراح يسوق العديد من الأمثلة حين أشار إلى أن الجمعية في شهر رمضان كانت تقدم وجبات الطعام لأكثر من ٥٦ أسرة فقيرة ومحتاجة، ولدى الجمعية مطابخ ولوازم كل مثل هذه الأعمال الخيريّة، ومنذ البارحة الإثنين بدأنا التحضير لتقديم الهدايا الرمزية بمناسبة عيد الأضحى المبارك للأطفال المحتاجين للرعاية الاجتماعية، زد على ذلك وجبات من الطعام للأسر الأشد فقراً وحاجة..
ويتابع المتطوعون في الجمعية حديثهم الهادئ والواثق بأنهم يقومون بتوفير الدواء للعشرات من المرضى المحتاجين بشكل مستمر، وإقامة حملات النظافة لجعل المدينة أكثر بهاءً وجمالاً.
مضيفين: فنحن عندما نقدم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها لا ننظر إلى أي انتماء كان إطلاقاً، المهم في العطاء أن تتجلى فيه القيم الإنسانية والأخلاقية، وهنا تتجلى منتهى الإنسانية، وتكمن سعادة من يعطي بهذا العمل لأنه أدخل السعادة إلى قلب محتاج.